[ ص: 42 ] التفسير:
[1] بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .
[2] الحمد لله مبتدأ وخبر، كأنه يخبر أن الله هو المستحق للحمد، وهو بمعنى الأمر; أي: احمدوه، والحمد: هو الثناء الكامل، وهو أعم من الشكر; لأن الشكر إنما يكون على فعل جميل يسدى إلى الشاكر، والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود من غير أن يسدي شيئا، واللام في (لله) للاستحقاق، كما يقال: الدار لزيد، وهو اسم خاص لله -عز وجل-، وتقدم تفسيره مستوفى في البسملة، واتفق القراء على تغليظ اللام من اسم الله تعالى إذا كان بعد فتحة أو ضمة نحو: (شهد الله) و (رسل الله)، فإن كان قبلها كسرة، فلا خلاف في ترقيقها، نحو (بسم الله) و (الحمد لله)، فإن فصل هذا الاسم مما قبله، وابتدئ به، فتحت همزة الوصل، وغلظت اللام من أجل الفتحة.
رب أي: مالك، كما يقال لمالك الدار: رب الدار، ويقال لرب الشيء إذا ملكه، ويكون بمعنى التربية والإصلاح; فالله سبحانه مالك العالمين ومربيهم، ولا يقال للمخلوق: هو الرب، معرفا، إنما يقال: رب كذا، مضافا; لأن الألف واللام للتعميم، وهو لا يملك الكل. [ ص: 43 ]
العالمين أصناف الخلائق، فكل موجود سوى الله يقال لجملته: عالم، واشتقاقه من العلم، وهو العلامة، سموا به، لظهور أثر الصنعة فيهم، وعلمهم وجود الصانع -جلت قدرته-.
* * *