إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين .
[37] إنما النسيء هو تأخير تحريم المحرم إلى صفر؛ لحاجتهم إلى القتال فيه، ومنه يقال: أنسأ الله أجله؛ أي: أخر. قرأ النسيئة في البيع، عن ورش نافع، بتشديد الياء بغير همز، فعيل من أنسأته أخرته، قلبت الهمزة ياء، وأدغمت فيها الياء، وقرأ الباقون: بالهمز والمد، [ ص: 184 ] وإذا وقف وأبو جعفر: حمزة وافقا وهشام، ورشا وأبا جعفر، وأول من نسى النسي بنو كنانة.
زيادة في الكفر لأن الكافر كلما عمل معصية، ازداد كفرا.
يضل به الذين كفروا قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، عن (يضل) بضم الياء وفتح الضاد مجهولا، وقرأ يعقوب: بضم الياء وكسر الضاد؛ أي: (يضل) الكافرون أتباعهم، والباقون: بفتح الياء وكسر الضاد؛ لأنهم هم الضالون؛ لقوله: عاصم:
يحلونه أي: النسيء من الأشهر الحرم عاما ويحرمون مكانه شهرا آخر ويحرمونه عاما فيتركونه على حرمته.
ليواطئوا عدة أي: ليوافقوا عدد ما حرم الله من الأشهر الحرم؛ أي: لم يحلوا شهرا إلا حرموا مكانه من الحلال، والمواطأة: الموافقة. قرأ (ليواطوا) بضم الطاء بغير همز، والباقون: بكسر الطاء والهمز. [ ص: 185 ] أبو جعفر:
فيحلوا بتحليلهم القتال في الأشهر الحرم ما حرم الله فيها.
زين لهم سوء أعمالهم قال ابن عباس: يريد: زين لهم الشيطان. واختلاف القراء في الهمزتين من (سوء أعمالهم) كاختلافهم فيهما من (السفهاء ألا) في سورة البقرة.
والله لا يهدي القوم الكافرين لا يرشدهم.
* * *