فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم .
[5] فإذا انسلخ انقضى الأشهر الحرم التي أبيح للناكثين أن يسيحوا [ ص: 153 ] فيها، وقيل لها: حرم؛ لأن الله تعالى حرم فيها على المؤمنين دماء المشركين والتعرض لهم، المعنى: إذا مضت المدة المضروبة التي يكون معها انسلاخ الأشهر الحرم، وأصل الانسلاخ، خروج الشيء مما لابسه؛ من سلخ الشاة.
فاقتلوا المشركين الناكثين حيث وجدتموهم من حل وحرم.
وخذوهم وأسروهم، والأخيذ: الأسير واحصروهم احبسوهم.
واقعدوا لهم كل مرصد على كل طريق، والمرصد، كل مكان يرصد منه العدو؛ أي: يرقب فيه؛ لتأخذوهم من أي وجهة توجهوا.
فإن تابوا من الشرك.
وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة تصديقا لتوبتهم وإيمانهم.
فخلوا سبيلهم اتركوهم يدخلون مكة، ويتصرفون في البلاد، وفيه دليل على أن تارك الصلاة ومانع الزكاة لا يخلى سبيله، عند فالكفار مخاطبون بالإيمان بالاتفاق، وبالفروع الشافعي وقال أكثر الحنفية: ليسوا مخاطبين بالفروع، وهو قول وأحمد، ويأتي ذكر حكم تارك الصلاة ومانع الزكاة في سورة الماعون. مالك،
إن الله غفور لمن تاب رحيم به.
* * *