الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3806 [ 1931 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=166عبد الله بن جعفر قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=660814رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=18354_33226_33231_33225يأكل القثاء بالرطب.
[ ص: 316 ] و(قوله: فقدمنا إليه طعاما ووطبة ) كذا في كتاب أبي عيسى بسكون الطاء، وباء بواحدة.
قلت: وهي مؤنثة الوطب، وهي: قربة اللبن، وكأنه قدم له هذه القربة ليشرب منها.
وعند أبي بحر ، وقرئ عليه: ووطيئة - بكسر الطاء، والهمزة المفتوحة - قال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : الوطيئة: التمر يستخرج نواه، ويعجن بالسمن. قال nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت : هو طعام للعرب يتخذ من تمر أراه كالحيس.
قلت: وقد فسر القتبي الوطيئة بغير هذا، قال في حديث: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تبوك فأخرج لنا ثلاث أكل من وطيئة. قال: والوطيئة: الغرارة، والأكل: اللقم.
و(قوله: أكلا ذريعا ) أي: كثيرا. و(حثيثا): أي: مستعجلا، وحاصلهما أنه كان يأكل أكلا لا تصنع فيه، ولا رياء، ولا كبر; فإذا احتاج إلى الإكثار أكل، وإذا حفزه أمر استعجل، لكنه ما كان يخرج عن أدب، ولا يفعل شيئا غير مستحسن - صلى الله عليه وسلم -.
[ ص: 317 ] و(كونه - صلى الله عليه وسلم - يلقي النوى بين السبابة والوسطى) مبين أنه يجوز تصريف الإصبعين لذلك؛ لئلا يظن أنه لا يجوز تصريف السبابة إلا مع الإبهام; لأنه الأمكن، والذي جرت به العادة.
وإلقاء النوى خارجا عنهم تعليم لاجتناب إلقائها بين أيدي الآكلين; لأن ذلك مما يستكره، ويستقذر، وقد تقدم التنبيه على سنة مناولة الشراب على اليمين.
وفي هذه الأحاديث: جواز nindex.php?page=treesubj&link=34383أكل الطيبات من الأطعمة، والحلاوة الحلال، وجمع ذلك في وقت واحد؛ خلافا لمن كرهه من المتقشفين. nindex.php?page=hadith&LINKID=660814وكان - صلى الله عليه وسلم - يأكل القثاء بالرطب، ويقول: (أكسر حر هذا ببرد هذا).
وفيه دليل على جواز nindex.php?page=treesubj&link=23561مراعاة صفات الأطعمة، وطبائعها، واستعمالها على الوجه الأليق بها، كما يقوله الأطباء. والله تعالى أعلم.