والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم
والذين كفروا بآيات الله أي: بدلائله التكوينية، والتنزيلية الدالة على ذاته، وصفاته، وأفعاله. فيدخل فيها النشأة الأولى الدالة على تحقق البعث، والآيات الناطقة به دخولا أوليا، وتخصيصها بدلائل وحدانيته تعالى لا يناسب المقام. ولقائه الذي تنطق به تلك الآيات. أولئك الموصوفون بما ذكر من الكفر بآياته تعالى ولقائه. يئسوا من رحمتي أي: ييأسون منها يوم القيامة. وصيغة الماضي للدلالة على تحققه، أو يئسوا منها في الدنيا لإنكارهم البعث والجزاء. وأولئك لهم عذاب أليم وفي تكرير اسم الإشارة، وتكرير الإسناد، وتنكير العذاب، ووصفه بالأليم من الدلالة على كمال فظاعة حالهم ما لا يخفى، أي: أولئك الموصوفون بالكفر بآيات الله تعالى ولقائه، وباليأس من رحمته الممتازون بذلك عن سائر الكفرة لهم بسبب تلك الأوصاف القبيحة عذاب لا يقادر قدره في الشدة والإيلام.