[ ص: 618 ] بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة البلد
وهي مكية في قول جمهور المفسرين، وقال قوم هي مدنية.
قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=31577_33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أقسم بهذا البلد nindex.php?page=treesubj&link=31069_34373_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد nindex.php?page=treesubj&link=33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3ووالد وما ولد nindex.php?page=treesubj&link=34265_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في كبد nindex.php?page=treesubj&link=32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أيحسب أن لن يقدر عليه أحد nindex.php?page=treesubj&link=19248_32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يقول أهلكت مالا لبدا nindex.php?page=treesubj&link=30497_32408_34091_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أيحسب أن لم يره أحد nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8ألم نجعل له عينين nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=9ولسانا وشفتين nindex.php?page=treesubj&link=19881_30458_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين
قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن "لأقسم"، وقرأ الجمهور: "لا أقسم" ، واختلفوا - فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره: "لا" صلة زائدة مؤكدة، واستأنف قوله تعالى "أقسم"، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : "لا" رد للكلام متقدم للكفار، ثم استأنف قوله تعالى، "أقسم"، وقال بعض المتأولين: "لا" نفي للقسم بالبلد، أخبر الله تعالى أنه لا يقسم به.
ولا خلاف بين المفسرين أن البلد المذكور هو
مكة. واختلف في معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وجماعة: معناه: وأنت حلال بهذا البلد يحل لك فيه قتل من شئت، وكان هذا يوم فتح
مكة، وعلى هذا يترتب قول من قال السورة مدنية نزلت عام الفتح، ويترتب على هذا التأويل قول من قال: "لا" نافية، أي: إن هذا البلد لا يقسم الله تعالى به، وقد جاء أهله بأعمال توجب إحلال حرمته، ويتجه أيضا أن تكون "لا" غير نافية. وقال بعض المتأولين:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد معناه: حال ساكن بهذا البلد، وعلى هذا يجيء قول من قال: هي مكية، والمعنى على إيجاب القسم بين، وعلى نفيه أيضا يتجه على معنى: لا أقسم ببلد أنت ساكنه على أذى هؤلاء القوم وكفرهم. وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي عن شرحبيل بن
سعد أن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد أي: قد
[ ص: 619 ] جعلوك حلالا مستحل الأذى والإخراج والقتل لك لو قدروا، وإعراب البلد عطف بيان.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3ووالد وما ولد قسم مستأنف على قول من قال "لا" نافية، ومعطوف على قول من قال "لا" غير نافية، واختلف الناس في معنى قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3ووالد وما ولد - فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هو
آدم عليه السلام وجميع ولده، وقال بعض رواة التفسير: هو
نوح عليه السلام وجميع ولده، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبو عمران الجوني : هو
إبراهيم عليه السلام وجميع ولده، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ما معناه: أن الوالد والولد هنا على العموم فهي أسماء جنس يدخل فيها جميع الحيوان، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3ووالد معناه: كل من ولد وأنسل، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وما ولد ، لم يبق تحته إلا العاقر الذي ليس بوالد البتة.
والقسم واقع على قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في كبد ، واختلف الناس في " الكبد " ، فقال جمهور الناس: "الإنسان" اسم الجنس كله، والكبد: المشقة والمكابدة، أي: يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، ومن ذلك قول
لبيد :
يا عين هلا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كبد
وقول
ذي الإصبع: لي ابن عم لو أن الناس في كبد ... لظل محتجرا بالنبل يرميني
وبالمشقة في أنواع أحوال الإنسان فسره الجمهور، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: لم يخلق الله تعالى
[ ص: 620 ] خلقا يكابد ما يكابد ابن
آدم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16439وعبد الله بن شداد ،
وأبو صالح ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4في كبد معناه: منتصف القامة واقفا، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : "الإنسان" :
آدم عليه السلام، "وفي كبد" معناه: في السماء سماها كبدا، وهذان قولان قد ضعفا، والقول الأول هو الصحيح.
وروي أن سبب الآية وما بعدها هو
أبو الأشدين، رجل من
قريش شديد القوة، واسمه
أسيد بن كلدة الجمحي، كان يحسب أن أحدا لا يقدر عليه، ويقال: بل نزلت في
عمرو بن ود، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش ، وهو الذي اقتحم
الخندق بالمدينة وقتله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلف
الخندق، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : نزلت في
الحارث بن عامر بن نوفل، أذنب فاستفتى النبي عليه الصلاة والسلام فأمره بالكفارة، فقال: لقد أهلكت مالا في الكفارات والنفقات مذ تبعت
محمدا، وكان كل واحد منهم قد ادعى أنه أنفق مالا كثيرا على إفساد أمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو في الكفارات على ما تقدم، فوقف القرآن على جهة التوبيخ للمذكور، وعلى جهة التوبيخ لاسم الجنس كله.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5يقدر نصب بـ "لن" و"أن" مخففة من الثقيلة، وكان قول هذا الكافر:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6أهلكت مالا لبدا كذبا منه، فلذلك قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أيحسب أن لم يره أحد أي أنه رئي وأحصي فعله، فما باله يكذب، ومن قال: "إن المراد اسم الجنس غير مفرد" جعل قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أيحسب أن لم يره أحد بمعنى أيظن الإنسان أن ليس عليه حفظة يرون أعماله ويحصونها إلى يوم الجزاء؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664711 "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه؟ وجسمه فيما أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه وأين أنفقه؟" .
واختلف القراء في قوله لبدا ، فقرأ جمهور الناس: "لبدا" بضم اللام وفتح
[ ص: 621 ] الباء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : "لبدا" بضمهما، وذلك جمع "لبدة" أو جمع "لبود" بفتح اللام، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر يزيد: "لبدا" بضم اللام وفتح الباء وشدها، فيكون مفردا نحو "زمل"، ويكون جمع "لا بد"، وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر "لبدا" بسكون الباء، والمعنى في هذه القراءات كلها مالا كثيرا متلبدا بعضه فوق بعض من التكاثف والكثرة، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: "لم يره" بسكون الراء لتوالي الحركات.
ثم عدد تعالى على الإنسان نعمه التي بها تقوم الحجة، وهي جوارحه، وقرن تعالى "الشفتين" باللسان لأن نعمة العبارة والكلام، لا تصح إلا بالجميع، وفي الحديث:
يقول الله تعالى: "ابن آدم، إن نازعك لسانك إلى ما لا يحل، فقد أعنتك عليه بشفتين فأطبق"، واختلف الناس في "النجدين"- فقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، والناس: طريقا الخير والشر، أي عرضنا عليه طريقهما، وليست الهداية هنا بمعنى الإرشاد. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : النجدان: ثديا الأم، وهذا مثال، والنجد: الطريق المرتفع، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي :
كميش الإزار خارج نصف ساقه صبور على الأرزاء طلاع أنجد
[ ص: 618 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْبَلَدِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ جُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ، وَقَالَ قَوْمٌ هِيَ مَدَنِيَّةٌ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=31577_33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ nindex.php?page=treesubj&link=31069_34373_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ nindex.php?page=treesubj&link=33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ nindex.php?page=treesubj&link=34265_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ nindex.php?page=treesubj&link=32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ nindex.php?page=treesubj&link=19248_32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=30497_32408_34091_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=9وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ nindex.php?page=treesubj&link=19881_30458_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ "لِأُقْسِمُ"، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "لَا أُقْسِمُ" ، وَاخْتَلَفُوا - فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ: "لَا" صِلَةَ زَائِدَةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَاسْتَأْنَفَ قَوْلَهُ تَعَالَى "أُقْسِمُ"، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : "لَا" رَدَّ لِلْكَلَامِ مُتَقَدِّمٌ لِلْكُفَّارِ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ قَوْلَهُ تَعَالَى، "أُقْسِمُ"، وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَوِّلِينَ: "لَا" نَفْيَ لِلْقَسَمِ بِالْبَلَدِ، أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يُقْسَمُ بِهِ.
وَلَا خِلَافَ بَيْنِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْبَلَدَ الْمَذْكُورَ هُوَ
مَكَّةُ. وَاخْتَلَفَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٌ: مَعْنَاهُ: وَأَنْتَ حَلَّالٌ بِهَذَا الْبَلَدِ يَحِلُّ لَكَ فِيهِ قَتْلُ مَنْ شِئْتَ، وَكَانَ هَذَا يَوْمُ فَتْحِ
مَكَّةَ، وَعَلَى هَذَا يَتَرَتَّبُ قَوْلُ مَنْ قَالَ السُّورَةُ مَدَنِيَّةٌ نَزَلَتْ عَامَ الْفَتْحِ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: "لَا" نَافِيَةَ، أَيْ: إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ لَا يُقْسِمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، وَقَدْ جَاءَ أَهْلُهُ بِأَعْمَالٍ تُوجِبُ إِحْلَالَ حُرْمِتِهِ، وَيَتَّجِهُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ "لَا" غَيْرَ نَافِيَةٍ. وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَوِّلِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ مَعْنَاهُ: حَالٌ سَاكِنٌ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَعَلَى هَذَا يَجِيءُ قَوْلُ مَنْ قَالَ: هِيَ مَكِّيَّةٌ، وَالْمَعْنَى عَلَى إِيجَابِ الْقَسَمِ بَيْنَ، وَعَلَى نَفْيِهِ أَيْضًا يَتَّجِهُ عَلَى مَعْنَى: لَا أُقْسِمُ بِبَلَدٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ عَلَى أَذَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ وَكُفْرِهِمْ. وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ
سَعْدٍ أَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ أَيْ: قَدْ
[ ص: 619 ] جَعَلُوكَ حَلَالًا مُسْتَحِلَّ الْأَذَى وَالْإِخْرَاجِ وَالْقَتْلُ لَكَ لَوْ قُدِّرُوا، وَإِعْرَابُ الْبَلَدِ عَطْفُ بَيَانٍ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ قَسَمٌ مُسْتَأْنِفٌ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ "لَا" نَافِيَةٌ، وَمَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ "لَا" غَيْرُ نَافِيَةٍ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ - فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : هُوَ
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَمِيعُ وَلَدِهِ، وَقَالَ بَعْضُ رُوَاةِ التَّفْسِيرِ: هُوَ
نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَمِيعُ وَلَدِهِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنَيُّ : هُوَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَمِيعُ وَلَدِهِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ مَا مَعْنَاهُ: أَنَّ الْوَالِدَ وَالْوَلَدَ هُنَا عَلَى الْعُمُومِ فَهِيَ أَسْمَاءُ جِنْسٍ يَدْخُلُ فِيهَا جَمِيعُ الْحَيَوَانِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَابْنُ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ مَعْنَاهُ: كُلٌّ مِنْ وَلَدَ وَأَنْسَلَ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَمَا وَلَدَ ، لَمْ يَبْقَ تَحْتَهُ إِلَّا الْعَاقِرُ الَّذِي لَيْسَ بِوَالِدٍ الْبَتَّةَ.
وَالْقَسَمُ وَاقِعٌ عَلَى قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي " الْكَبِد " ، فَقَالَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "الْإِنْسَانُ" اسْمُ الْجِنْسِ كُلِّهِ، وَالْكَبَدُ: الْمَشَقَّةُ وَالْمُكَابَدَةُ، أَيْ: يُكَابِدُ أَمْرَ الدُّنْيَا وَأَمْرَ الْآخِرَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْل
لَبِيدٍ :
يَا عَيْنُ هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ ... قُمْنَا وَقَامَ الْخُصُومُ فِي كَبَدٍ
وَقَوْل
ذِي الْإِصْبَعِ: لِي ابْنُ عَمٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ فِي كَبَدٍ ... لَظَلَّ مُحْتَجِرًا بِالنُّبْلِ يَرْمِينِي
وَبِالْمَشَقَّةِ فِي أَنْوَاعِ أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ فَسَّرَهُ الْجُمْهُورُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ تَعَالَى
[ ص: 620 ] خَلْقًا يُكَابِدُ مَا يُكَابِدُ ابْنُ
آدَمَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16439وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ ،
وَأَبُو صَالِحٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4فِي كَبَدٍ مَعْنَاهُ: مُنْتَصَفُ الْقَامَةِ وَاقِفًا، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : "الْإِنْسَانُ" :
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، "وَفِي كَبَدٍ" مَعْنَاهُ: فِي السَّمَاءِ سَمَّاهَا كَبَدًا، وَهَذَانَ قَوْلَانِ قَدْ ضَعُفَا، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ.
وَرُوِيَ أَنَّ سَبَبَ الْآيَةِ وَمَا بَعْدَهَا هُوَ
أَبُو الْأَشَدَّيْنِ، رَجُلٌ مِنْ
قُرَيْشٍ شَدِيدُ الْقُوَّةِ، وَاسْمُهُ
أُسَيْدُ بْنُ كِلْدَةَ الْجُمَحِيُّ، كَانَ يَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا لَا يَقْدَرُ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: بَلْ نَزَلَتْ فِي
عَمْرِو بْنِ وُدٍّ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ ، وَهُوَ الَّذِي اقْتَحَمَ
الْخَنْدَقَ بِالْمَدِينَةِ وَقَتَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَلْفَ
الْخَنْدَقِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ فِي
الْحَارِثِ بْنِ عَامِرٍ بْنِ نَوْفَلَ، أَذْنَبَ فَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَأَمَرَهُ بِالْكَفَّارَةِ، فَقَالَ: لَقَدْ أَهْلَكْتُ مَالًا فِي الْكَفَّارَاتِ وَالنَّفَقَاتِ مُذْ تَبِعْتُ
مُحَمَّدًا، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدِ ادَّعَى أَنَّهُ أَنْفَقَ مَالًا كَثِيرًا عَلَى إِفْسَادِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ فِي الْكَفَّارَاتِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ، فَوَقَفَ الْقُرْآنُ عَلَى جِهَةِ التَّوْبِيخِ لِلْمَذْكُورِ، وَعَلَى جِهَةِ التَّوْبِيخِ لِاسْمِ الْجِنْسِ كُلِّهِ.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5يَقْدِرَ نُصِبَ بِـ "لَنْ" و"أَنْ" مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَكَانَ قَوْلُ هَذَا الْكَافِرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا كَذِبًا مِنْهُ، فَلِذَلِكَ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ أَيْ أَنَّهُ رُئِيَ وَأُحْصِيَ فِعْلُهُ، فَمَا بَالُهُ يَكْذِبُ، وَمَنْ قَالَ: "إِنَّ الْمُرَادَ اسْمُ الْجِنْسِ غَيْرَ مُفْرَدٍ" جَعَلَ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ بِمَعْنَى أَيَظَنُّ الْإِنْسَانُ أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ حَفَظَةٌ يَرَوْنَ أَعْمَالَهُ وَيُحْصُونَهَا إِلَى يَوْمِ الْجَزَاءِ؟ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664711 "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَجِسْمِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ؟ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَأَيْنَ أَنْفَقَهُ؟" .
وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قَوْلِهِ لَبَدَا ، فَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "لُبَدَا" بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ
[ ص: 621 ] الْبَاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : "لُبَدَا" بِضَمِّهِمَا، وَذَلِكَ جَمْعُ "لُبْدَةٍ" أَوْ جَمْعُ "لَبُودٍ" بِفَتْحِ اللَّامِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ: "لُبَّدًا" بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ الْبَاءِ وَشَدِّهَا، فَيَكُونُ مُفْرَدًا نَحْوُ "زُمَّلَ"، وَيَكُونُ جَمْعُ "لَا بُدَّ"، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبِي جَعْفَرٍ "لَبْدًا" بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَالْمَعْنَى فِي هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ كُلِّهَا مَالًا كَثِيرًا مُتَلَبِّدًا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ التَّكَاثُفِ وَالْكَثْرَةِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: "لَمْ يَرْهُ" بِسُكُونِ الرَّاءِ لِتَوَالِي الْحَرَكَاتِ.
ثُمَّ عَدَّدَ تَعَالَى عَلَى الْإِنْسَانِ نِعَمَهُ الَّتِي بِهَا تَقُومُ الْحُجَّةُ، وَهِيَ جَوَارِحُهُ، وَقَرَنَ تَعَالَى "الشَّفَتَيْنِ" بِاللِّسَانِ لِأَنَّ نِعْمَةَ الْعِبَارَةِ وَالْكَلَامِ، لَا تَصِحُّ إِلَّا بِالْجَمِيعِ، وَفِي الْحَدِيثِ:
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: "ابْنُ آدَمَ، إِنْ نَازَعَكَ لِسَانُكَ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ، فَقَدْ أَعَنْتُكَ عَلَيْهِ بِشَفَتَيْنِ فَأَطْبِقْ"، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي "النَّجْدَيْنِ"- فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَالنَّاسُ: طَرِيقَا الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، أَيْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ طَرِيقَهُمَا، وَلَيْسَتِ الْهِدَايَةُ هُنَا بِمَعْنَى الْإِرْشَادِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ : النَّجْدَانِ: ثَدْيَا الْأُمِّ، وَهَذَا مِثَالٌ، وَالنَّجْدُ: الطَّرِيقُ الْمُرْتَفِعُ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ :
كَمِيشِ الْإِزَارِ خَارِجَ نِصْفِ سَاقِهِ صَبُورٍ عَلَى الْأَرْزَاءِ طَلَّاعُ أَنْجَدُ