باب ( السواك ) وغيره من الختان والطيب والاستحداد ونحوها مما يأتي مفصلا وأول من استاك إبراهيم الخليل عليه السلام ، قاله في الحاشية ( السواك ) بكسر السين جمعه سوك ، بضم السين والواو ويخفف بإسكان الواو وربما بهمز فيقال : سؤك ، قاله الدينوري وهو مذكر نقلها الأزهري عن العرب قال وغلط في قوله : إنه يؤنث وذكر في المحكم إنهما لغتان ( والمسواك ) بكسر الميم ( اسم للعود الذي يتسوك به ، ويطلق السواك على الفعل ) وهو الاستياك . الليث
( قاله الشيخ والتسوك الفعل ) يقال : ساك فاه يسوكه سوكا وهو شرعا استعمال عود في الأسنان لإذهاب التغير ونحوه ، مشتق من التساوك وهو التمايل والتردد ; لأن المتسوك يردد العود في فمه ويحركه ، يقال : جاءت الإبل تساوك ، إذا كانت أعناقها تضطرب من الهزال ( وهو ) أي التسوك ( على أسنانه ولسانه ولثته ) بكسر اللام وفتح المثلثة خفيفة ، فإن سقطت أسنانه استاك على لثته ولسانه ، ذكره في الرعاية الكبرى والإفادات .
( مسنون كل وقت ) قال في المبدع : اتفق العلماء على أنه سنة مؤكدة لحث الشارع ومواظبته عليه وترغيبه وندبه إليه يوضحه ما روت أن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 72 ] قال { عائشة } رواه السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب الشافعي وأحمد وابن خزيمة تعليقا . والبخاري
ورواه عن أحمد أبي بكر ( لغير صائم ) وأما الصائم ففيه تفصيل يأتي ( سواك متعلق ) بمسنون أي عود ( يابس ) مندى ( ورطب ) أي أخضر . وابن عمر
( و ) يسن لقول التسوك ( لصائم بيابس قبل الزوال ) { عامر بن ربيعة } رواه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو صائم أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن رواه تعليقا . البخاري
وعن قالت : { عائشة } رواه قال رسول الله عليه السلام من خير خصال الصائم السواك ، وهذان الحديثان محمولان على ما قبل الزوال ، لما روى ابن ماجه بإسناده عن البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { علي } ( ويباح ) السواك ( له ) أي للصائم ( ب ) عود ( رطب قبله ) أي قبل الزوال لما يتحلل منه بخلاف اليابس . إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي
( ويكره ) التسوك ( له ) أي للصائم ( بعده ) أي بعد الزوال ( بيابس ورطب ) لحديث يرفعه { أبي هريرة } متفق عليه وهو إنما يظهر غالبا بعد الزوال ، فوجب اختصاص الحكم به ولحديث لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ولا فرق فيه بين المواصل وغيره فإن قيل لم وصف دم الشهيد بريح المسك من غير زيادة وخلوف فم الصائم بأنه أطيب ريحا منه ولا شك أن الجهاد أفضل من الصوم أجيب بأن الدم نجس : وغايته أن يرفع إلى أن يصير طاهرا بخلاف الخلوف . علي
( يسن ) التسوك ( له ) أي للصائم ( مطلقا ) أي قبل الزوال وبعده باليابس والرطب ، ( اختاره ) وعنه الشيخ وجمع ( وهو أظهر دليلا ) لعموم ما سبق .