الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8136 ) فصل : وإن حلف لا يأكل لبنا ، فأكل من لبن الأنعام ، أو الصيد ، أو لبن آدمية ، حنث ; لأن الاسم يتناوله حقيقة وعرفا ، وسواء كان حليبا أو رائبا ، أو مائعا أو مجمدا ; لأن الجميع لبن ، ولا يحنث بأكل الجبن والسمن والمصل والأقط والكشك ونحوه . وإن أكل زبدا ، لم يحنث . نص عليه . وقال القاضي : يحتمل أن يقال في الزبد : إن ظهر فيه لبن ، حنث بأكله ، وإلا فلا . كما قلنا فيمن حلف لا يأكل سمنا ، فأكل خبيصا فيه سمن . وهذا مذهب الشافعي .

                                                                                                                                            وإن حلف لا يأكل زبدا ، فأكل سمنا أو لبنا لم يظهر فيه الزبد ، لم يحنث . وإن كان الزبد ظاهرا فيه ، حنث . وإن أكل جبنا ، لم يحنث . وكذلك سائر ما يصنع من اللبن .

                                                                                                                                            وإن حلف لا يأكل سمنا ، فأكل زبدا ، أو لبنا ، أو شيئا مما يصنع من اللبن سوى السمن ، لم يحنث . وإن أكل السمن منفردا ، أو في عصيدة ، أو حلواء أو طبيخ ، فظهر فيه طعمه ، حنث . ولذلك إذا حلف لا يأكل لبنا ، فأكل طبيخا فيه لبن ، أو لا يأكل خلا ، فأكل طبيخا فيه خل ، يظهر طعمه فيه ، حنث . وبهذا قال الشافعي .

                                                                                                                                            وقال بعض أصحابه : لا يحنث ; لأنه لم يفرده بالأكل . ولا يصح ; لأنه أكل المحلوف عليه ، وأضاف إليه غيره ، فحنث ، كما لو أكله ثم أكل غيره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية