( كتاب السير )
وقد يسمى كتاب الجهاد ، والكلام في هذا الكتاب في مواضع : في بيان لغة وشرعا ، وفي بيان كيفية الجهاد ، وفي بيان من يفترض عليه الجهاد ، وفي بيان ما يندب إليه الإمام عند بعث الجيش ، أو السرية إلى الجهاد ، وفي بيان ما يجب على الغزاة الافتتاح به حال شهود الوقعة ، وفي بيان من يحل قتله من الكفرة ومن لا يحل ، وفي بيان من يجوز تركه ممن لا يحل قتله في دار الحرب ومن لا يجوز ، وفي بيان ما يكره حمله إلى دار الحرب ، وما لا يكره ، وفي بيان ما يعترض من الأسباب المحرمة للقتال ، وفي بيان حكم الغنائم وما يتصل بها ، وفي بيان حكم استيلاء الكفرة على أموال المسلمين ، وفي بيان أحكام تختلف باختلاف الدارين ، وفي بيان أحكام المرتدين ، وفي بيان أحكام الغزاة . معنى السير ، والجهاد
( أما ) الأول : فالسير جمع سيرة ، والسيرة في اللغة تستعمل في معنيين ، أحدهما : الطريقة ، يقال : هما على سيرة واحدة أي طريقة واحدة ، والثاني : الهيئة ، قال الله - سبحانه وتعالى - { سنعيدها سيرتها الأولى } أي هيئتها فاحتمل تسمية هذا الكتاب كتاب السير لما فيه من بيان طرق الغزاة وهيئاتهم مما لهم وعليهم وأما الجهاد في اللغة فعبارة عن بذل الجهد بالضم وهو الوسع والطاقة ، أو عن المبالغة في العمل من الجهد بالفتح ، وفي عرف الشرع يستعمل في بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله - عز وجل - بالنفس والمال واللسان ، أو غير ذلك ، أو المبالغة في ذلك والله - تعالى - أعلم .