قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون .
nindex.php?page=treesubj&link=29010قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وما قدروا الله حق قدره قال
المبرد : ما عظموه حق عظمته . من قولك : فلان عظيم القدر . قال
النحاس : والمعنى على هذا : وما عظموه حق عظمته إذا عبدوا معه غيره ، وهو خالق الأشياء ومالكها . ثم أخبر عن قدرته وعظمته قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ثم نزه نفسه عن أن يكون ذلك بجارحة فقال :
[ ص: 248 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67سبحانه وتعالى عما يشركون وفي
الترمذي عن
عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831066جاء يهودي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول : أنا الملك . فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه ثم قال : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وما قدروا الله حق قدره . قال : هذا حديث حسن صحيح .
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830141يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ، أين ملوك الأرض ؟ . وفي
الترمذي عن
عائشة أنها
nindex.php?page=hadith&LINKID=831067سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه قالت : قلت : فأين الناس يومئذ يا رسول الله ؟ قال : على جسر جهنم . في رواية : على الصراط يا عائشة قال : حديث حسن صحيح . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والأرض جميعا قبضته ( ويقبض الله الأرض ) عبارة عن قدرته وإحاطته بجميع مخلوقاته ، يقال : ما فلان إلا في قبضتي ، بمعنى ما فلان إلا في قدرتي ، والناس يقولون : الأشياء في قبضته ، يريدون في ملكه وقدرته . وقد يكون معنى القبض والطي إفناء الشيء وإذهابه ، فقوله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والأرض جميعا قبضته يحتمل أن يكون المراد به : والأرض جميعا ذاهبة فانية يوم القيامة ، والمراد بالأرض الأرضون السبع ، يشهد لذلك شاهدان : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والأرض جميعا ولأن الموضع موضع تفخيم وهو مقتض للمبالغة . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والسماوات مطويات بيمينه ليس يريد به طيا بعلاج وانتصاب ، وإنما المراد بذلك الفناء والذهاب ، يقال : قد انطوى عنا ما كنا فيه وجاءنا غيره . وانطوى عنا دهر بمعنى المضي والذهاب . واليمين في كلام العرب قد تكون بمعنى القدرة والملك ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3أو ما ملكت أيمانكم يريد به الملك ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=45لأخذنا منه باليمين أي : بالقوة والقدرة أي : لأخذنا قوته وقدرته . قال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد : اليمين القوة والقدرة . وأنشدا :
إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين
[ ص: 249 ] وقال آخر :
ولما رأيت الشمس أشرق نورها تناولت منها حاجتي بيمين قتلت شنيفا ثم فاران بعده وكان على الآيات غير أمين
وإنما خص يوم القيامة بالذكر وإن كانت قدرته شاملة لكل شيء أيضا ; لأن الدعاوى تنقطع ذلك اليوم ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19والأمر يومئذ لله وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مالك يوم الدين حسب ما تقدم في [ الفاتحة ] ولذلك قال في الحديث : ثم يقول : أنا الملك ، أين ملوك الأرض ؟ وقد زدنا هذا الباب في التذكرة بيانا ، وتكلمنا على ذكر الشمال في حديث
ابن عمر قوله : ( ثم يطوي الأرض بشماله ) .
nindex.php?page=treesubj&link=29010قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون بين ما يكون بعد قبض الأرض وطي السماء وهو النفخ في الصور ، وإنما هما نفختان ، يموت الخلق في الأولى منهما ويحيون في الثانية ، وقد مضى الكلام في هذا في [ النمل ] و [ الأنعام ] أيضا . والذي ينفخ في الصور هو
إسرافيل عليه السلام . وقد قيل : إنه يكون معه
جبريل لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831068إن صاحبي الصور بأيديهما - أو في أيديهما - قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران خرجه
ابن ماجه في السنن . وفي كتاب
أبي داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831069ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب الصور ، وقال : عن يمينه جبرائيل وعن يساره ميكائيل . واختلف في المستثنى من هم ؟ فقيل : هم الشهداء متقلدين أسيافهم حول العرش . روي مرفوعا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فيما ذكر
القشيري ، ومن حديث
عبد الله بن عمر فيما ذكر
الثعلبي . وقيل :
جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام . وروي من حديث
أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فقالوا : يا نبي الله ، من هم الذين استثنى الله تعالى ؟ قال : هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فيقول الله تعالى لملك الموت : يا ملك الموت من بقي من خلقي ؟ وهو أعلم ، فيقول : يا رب بقي [ ص: 250 ] جبريل وميكائيل وإسرافيل وعبدك الضعيف ملك الموت . فيقول الله تعالى : خذ نفس إسرافيل وميكائيل ، فيخران ميتين كالطودين العظيمين ، فيقول : مت يا ملك الموت ، فيموت فيقول الله تعالى لجبريل : يا جبريل ، من بقي ؟ فيقول : تباركت وتعاليت ذا الجلال والإكرام ، وجهك الباقي الدائم ، وجبريل الميت الفاني . فيقول الله تعالى : يا جبريل لا بد من موتك ، فيقع ساجدا يخفق بجناحيه يقول : سبحانك ربي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن فضل خلقه على خلق ميكائيل كالطود العظيم على الظرب من الظراب ذكره
الثعلبي . وذكره
النحاس أيضا من حديث
محمد بن إسحاق ، عن
يزيد الرقاشي ، عن
أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال :
جبريل وميكائيل وحملة العرش
وملك الموت وإسرافيل وفي هذا الحديث :
إن آخرهم موتا جبريل عليه وعليهم السلام وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الشهداء أصح على ما تقدم في [ النمل ] . وقال
الضحاك : هو
رضوان والحور
ومالك والزبانية . وقيل : عقارب أهل النار وحياتها . وقال
الحسن : هو الله الواحد القهار ، وما يدع أحدا من أهل السماء والأرض إلا أذاقه الموت . وقال
قتادة : الله أعلم بثنياه . وقيل : الاستئناء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68إلا من شاء الله يرجع إلى من مات قبل النفخة الأولى ، أي : فيموت من في السماوات والأرض إلا من سبق موته لأنهم كانوا قد ماتوا . وفي الصحيحين
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه واللفظ له عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831070قال رجل من اليهود بسوقي المدينة : والذي اصطفى موسى على البشر ، فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه ، قال : تقول هذا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : قال الله - عز وجل - : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون فأكون أول من رفع رأسه فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى الله ، ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب وخرجه
الترمذي أيضا ، وقال فيه : حديث حسن صحيح . قال
القشيري : ومن حمل الاستثناء على
موسى والشهداء فهؤلاء قد ماتوا غير أنهم أحياء عند الله . فيجوز أن تكون الصعقة بزوال العقل زوال الحياة ، ويجوز أن تكون بالموت ، ولا يبعد أن يكون الموت والحياة ، فكل ذلك مما يجوزه العقل ، والأمر في وقوعه موقوف على خبر صدق .
[ ص: 251 ] قلت : جاء في بعض طرق
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه - عليه السلام - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831071لا تخيروني على موسى ؛ فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله خرجه
مسلم . ونحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، والإفاقة إنما تكون عن غشية وزوال عقل لا عن موت برد الحياة . والله أعلم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68فإذا هم قيام ينظرون أي فإذا الأموات من أهل الأرض والسماء أحياء بعثوا من قبورهم ، وأعيدت إليهم أبدانهم وأرواحهم ، فقاموا ينظرون ماذا يؤمرون . وقيل : قيام على أرجلهم ينظرون إلى البعث الذي وعدوا به . وقيل : هذا النظر بمعنى الانتظار ، أي : ينتظرون ما يفعل بهم . وأجاز
الكسائي قياما بالنصب ، كما تقول : خرجت فإذا زيد جالسا .