الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني رجلان متزوج وأعزب غير مستعد حالياً..فأيهما أختار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عامًا، تقدم لخطبتي رجلان في نفس اليوم، الأول أخبرني بداية اليوم، وعندما أرسلت رقمه لأخي وأخبرت أهلي تقدم لي الثاني في نفس اليوم، فلم أستطع إخبار أهلي لوجود متقدم قبله.

المتقدم الأول ذو خلق ودين وملتزم وصفاته طيبة، وأكد لي على رغبته الشديدة بي وتعلقه، بالرغم من عدم المعرفة المسبقة بيننا،إلَّا أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وينوي الزواج من أربع في نفس الوقت، لكنه غير متأكد بحسب الظروف، وأنا لا أعترض على حكم الله، لكن موضوع زواجه يسبب لي ضيقاً شديداً.

مع العلم أنه تقدم لي قبل فترة، وعند معرفتي أنه متزوج استخرت ورفضت قبل إخبار أهلي، لعلمي أني لا أتحمل، وعلمي بكمية المشاكل في مجتمعنا التي تحصل في هذا الموضوع من الزوجة الأولى وأهلها.

ومع مرور الزمن جدد طلبه لي، واستخرت ثانية، وأخذت في الاعتبار خُلقه ودينه، وأخبرت أهلي مباشرة، وتيسرت الخطوات المبدئية، لكن لا زلت أحس بعدم القبول، وأهلي وافقوا، ويرون أنه مناسب، ويحاولون إقناعي، وأنا لا أجد سبباً غير عدم تقبلي بفكرة الزواج به.

أمَّا الثاني فأيضاً هو ذو خلق ودين، وأيضًا يرغب بي، وأعرفه منذ فترة طويلة بسبب ظروف العمل التي جمعتنا، ورأيت فيها تصرفات كثيرة له تجعلني أقبل به أكثر من الأول، والفرق أنه غير متزوج، لكنه غير مستعد حاليًا لإتمام الزواج مباشرة، ولديه نية أو نسبة احتمال بالزواج من ثانية في المستقبل، وأخبرني بذلك للعلم، وهذا السبب جعلني أرفض الأول، لكن لا أستطيع إخبار أهلي لإصرارهم على الأول.

أنا في حيرة كبيرة، هل أختار ما أحس تجاهه بالقبول وهو غير متزوج، أم مَن تيسرت خطواته كلها فجأة بعد الاستخارة، لدرجة وصوله إلى المنزل، وأصبح أهلي ينتظرون موافقتي، وهو يحس بالقبول تجاهي، لكني لا أبادله نفس الشيء بسبب زواجه فقط؟ يعني لما أفكر وحدي في صفاته أحس بالقبول المبدئي، مع أنه ينوي الزواج بعدي باحتمال ضعيف، ومعرفتي لصفاته جعلتني أطمئن له أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صابرة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

لا يخفى على - بنتي الفاضلة - أن المسلم والمسلمة إذا تحيّروا في أمرٍ فهنا تُشرع الاستخارة، والتي كان النبي (ﷺ) لأهميتها يُعلّمها لأصحابه، كما يعلّمهم السورة من القرآن. ثم بعد ذلك العاقلة الفاضلة تستشير محارمها؛ لأن الرجال أعرفُ بالرجال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

ولا شك أن الشاب الجاهز، الذي مال إليه الأهل، وعنده استعداد الآن في أن يتزوج؛ هو الذي نميل إلى القبول به، ولذلك أرجو ألَّا تُضيعي الفرصة، لعلمنا أن الثاني أولًا غير مستعد، ومع ذلك هو يُفكّر في ثانية، وهو لم يتزوج الأولى بعد، وعلى كل حال: نتمنّى أن يكون لرأي أهلك تأثير عليك، فهم الأدرى بمصلحتك، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

واعلمي أن التعدُّد ليس عيبًا، لأن كل امرأة ستأخذ رزقها الذي قدّره الله تبارك وتعالى لها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا على الوفاء والتقيُّد بأحكام هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أكرر: دعوتنا لك بالإكثار من الدعاء، ومشاورة الأهل، لأنهم الأعرف بمصلحتك، وأيضًا أعرف بالرجال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير.

وأيضًا من المهم في مثل هذه الأحوال أن نعطي أنفسنا فرصة للسؤال، فالرجال أعرف بالرجال، وأولياء المرأة هم أعرف بمصلحة ابنتهم، ومن حقنا من يتقدّم للزواج مِنَّا أن نسأل عنه، ومن حقهم أن يسألوا عنَّا، ولكن إذا استخار الإنسان واستشار فعليه بعد ذلك أن يتوكل على الكبير المتعال، ويحرص على ما ينفعه في دنيه ودنياه، ويستعين بالله ولا يعجز.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً