الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفصام وعدم الرغبة في أشياء كثيرة.. ما علاج ذلك؟

السؤال

كنت أعاني من الفصام وعولجت، فهل الأعراض السلبية للفصام مثل: الانهودينيا تستمر بعد علاجه؟

وهل هناك أمراض يكون لها نفس أعراض الفصام، ولكنها ليست فصامًا، مثل: الهلاوس السمعية؟ وهل الذكريات الكاذبة من الفصام؟ وهل يمكن أن يسببها مرض آخر؟

هل يعالج راسبادال الأعراض السلبية للفصام؟

أشعر بعدم الرغبة في الاستمرار بالحياة، فهل هذا بسبب الدوء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: الحمد لله أنك قد عولجت من مرض الفصام، ونسأل الله لك العافية.

الأعراض السلبية للفصام بالفعل قد تؤدي إلى ضعف في الدافعية، وضعف في المزاجية في الرغبة لأشياء كثيرة، وهذا يسميه البعض بالأنهودينيا كما تفضلت، وهذا -الحمد لله- يعالج من خلال الأدوية.

فالأدوية الوقائية التي تستعمل لعلاج الفصام مثل: عقار الرسبيريدال الذي سألت عنه، هو بالفعل يعالج الأعراض السلبية للفصام، وهنالك أيضاً عقار اريببرازول يعتبر دواءً ممتازًا، وعقار أولانزبين أيضاً، وفي بعض الحالات يستعمل علاج يسمى كلوزابين، لكن هذا الدواء أحد إشكالياته أنه لا بد من اتباع برتوكول معين فيما يتعلق بفحص الدم الأسبوعي.

والإنسان حين يعرف أن لديه هذه الحالة السلبية النفسية الانسحابية لا بد أن يجتهد ويجاهد نفسه ليكون فعالاً، فالفكر السلبي يجب أن يغير إلى فكر إيجابي، الشعور السلبي يغير إلى شعور إيجابي، والأفعال السلبية أو اللافعالية يجب أن تحول إلى فعالية، الإنسان عبارة عن مثلث سلوكي: أفكار، مشاعر، وأفعال، هذه يمكن أن نغيرها ونبدلها، وأهم ضلع هو ضلع الأفعال، نجتهد ونثابر، ولا ننقاد لأنفسنا السلبية، والله تعالى قد أعطانا الإدراك، وأعطانا العقل، وأعطانا المهارات، وأعطانا الدافعية التي يجب أن نوظفها.

وهنالك أشياء بسيطة جداً -أخي مصطفى-: الإصرار على الصلاة في وقتها هذا عمل عظيم، تجنب السهر هذا ممكن جداً، الاهتمام بالنظافة الشخصية؛ لأن أحد مشاكل الفصام السلبي هي أن الإنسان قد يهمل نظافته الشخصية.

أيضاً: زيارة الأصدقاء، التواصل مع بعض الأصدقاء، الجلوس مع الأسرة، أن يكون لك ورد قرآني يومي، أن تقوم بتمارين رياضية حتى وإن كانت في نطاق محدود، أشياء كثيرة جداً يمكن أن تقدمها لنفسك.

سؤالك: هل هنالك أمراض يمكن أن يكون لها نفس أعراض الفصام ولكنها ليست فصاماً مثل: الهلاوس السمعية؟ نعم في بعض الأحيان الاكتئاب الذهاني الشديد ربما يشبه مرض الفصام، وهذه الحالات معروفة لدى الأطباء.

سؤالك: هل الذكريات الكاذبة من الفصام؟ هذه لم أفهمها حقيقة، وهل يمكن أن يسببها مرض آخر؟ لم أفهم المقصود كاملاً، لكن الإنسان لديه ذكريات سلبية، لديه ذكريات كاذبة، وفي ذات الوقت لديه ما هو إيجابي، فالإنسان يركز على ما هو إيجابي، ويتجاهل ما هو سلبي في كل حياته.

هل يعالج الرسبيدال الأعراض السلبية لمرض الفصام؟ نعم وبصورة فعالة جداً.

تعليقك الأخير: أشعر بعدم الرغبة في الاستمرار بالحياة، هل هذا بسبب الدواء؟ لا، حقيقة الأنهودينيا فيها شيء من عسر المزاج، ولذا أنا أنصحك بتناول أحد مضادات الاكتئاب، ومحسنات المزاج، عقار مثل: بروزاك فلوكستين 20 مليجرام، سوف يساعدك أخي الكريم، والحياة طيبة والحياة جميلة أيها -الفاضل الكريم-، والصبر مطلوب أيضاً في الحياة، الصبر على كل شيء، والصبر على المرض، الصبر على تناول العلاج، وحتى الصبر على الصحة حين تأتي -إن شاء الله تعالى-.

أنت صغير في السن، ويجب أن تكون لك رغبة في الحياة، وحتى تحسن رغبتك في الحياة يجب أن يكون لك الدافعية من أجل الإنجازات، من أجل المردود الإيجابي، فالرغبة في الحياة تزداد من خلال الإنجاز، فيجب أن تنجز، ولا تهزم نفسك أبداً.

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً