الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1162 1220 - حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا هشام ، حدثنا محمد ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : نهي أن يصلي الرجل مختصرا . [انظر : 1219 - مسلم : 545 - فتح: 3 \ 88]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : نهي عن الخصر في الصلاة . وقال هشام وأبو هلال : عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                                              وعن هشام ، ثنا محمد ، عن أبي هريرة قال : نهي أن يصلي الرجل مختصرا .

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا ، وقال أبو داود : يعني : يضع يده على خاصرته . وأبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي ، روى له الأربعة ، وكره ذلك ; لأنه من فعل الجبارين المتكبرين أو اليهود أو الشيطان ، وأن إبليس هبط من الجنة كذلك .

                                                                                                                                                                                                                              قالت عائشة : هكذا أهل النار في النار . وقيل : هو أن يصلي الرجل وبيده عصا يتوكأ عليها مأخوذ من المخصرة ، قاله الهروي .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : لا يتم ركوعها ولا سجودها ، كأنه مختصرها . وقيل : أن يقرأ [ ص: 320 ] فيها من آخر السورة آية أو آيتين ، ولا يتم السورة في فرضه ، قاله أبو هريرة . ومنه اختصار السجدة ، وهو أن يقرأ بها فإذا انتهى إليها جاوزها .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : يختصر الآيات التي فيها السجدة فيسجد فيها .

                                                                                                                                                                                                                              وكرهه ابن عباس وعائشة والنخعي ، وهو قول مالك والشافعي والأوزاعي والكوفيين ، وقال ابن عباس في المختصر : إن الشيطان يخصر كذلك ، ورأى ابن عمر رجلا وضع يديه على خاصرتيه فقال : هذا الصلب في الصلاة ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه ، وقال مجاهد : وضع اليد على الحقو استراحة أهل النار في النار .

                                                                                                                                                                                                                              وروي من حديث أبي هريرة : "الاختصار في الصلاة راحة أهل النار " .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الخطابي : المعنى أنه فعل اليهود في صلاتهم ، وهم أهل النار لا على أن لأهل النار المخلدين فيها راحة . قال تعالى : لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون [الزخرف : 75] وقال أبو الحسن اللخمي : يمكن أن يكون راحتهم هذا النذر ، ومعلوم أن الإنسان يفعل مثل ذلك عند الإعياء .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية