الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  7530 - حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق [ ص: 113 ] الحمصي ، ثنا محمد بن الفضل بن عمران الكندي ، ثنا بقية ، ح .

                                                                  وحدثنا الحسن بن علي المعمري ، ثنا محمد بن علي بن ميمون الرقي ، ثنا سليمان بن عبيد الله الحطاب ، ثنا بقية بن الوليد ، عن محمد بن زياد الألهاني ، عن أبي أمامة ، - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه : " ألا أحدثكم عن الخضر ؟ " قالوا : بلى ، يا رسول الله . قال : " بينا هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل ، أبصره رجل مكاتب ، فقال : تصدق علي بارك الله فيك ، فقالالخضر : آمنت بالله ، ما شاء الله من أمر يكون ، ما عندي شيء أعطيكه ، فقال المسكين : أسألك بوجه الله لما تصدقت علي ؟ فإني نظرت السيماء في وجهك ، ورجوت البركة عندك . فقال الخضر : آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني ، فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟ قال : نعم ، الحق أقول ، لقد سألتني بأمر عظيم ، أما إني لا أخيبك بوجه ربي ، بعني . قال : فقدمه إلى السوق ، فباعه بأربع مائة درهم ، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء ، فقال له : إنك إنما ابتعتني التماس خير عندي ، فأوصني بعمل قال : أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف . قال : ليس يشق علي . قال : فقم فانقل هذه الحجارة ، وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم ، فخرج الرجل لبعض حاجته ، ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة ، فقال : أحسنت وأجملت ، وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر ، فقال : إني أحسبك أمينا ، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة . قال : فأوصني بعمل قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي ، قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمضى الرجل لسفره فرجع الرجل ، وقد شيد بناءه ، فقال : أسألك بوجه الله ما سبيلك ، وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ، ووجه الله أوقعني في العبودية ، فقال الخضر : سأخبرك من أنا ، أنا الخضر الذي سمعت به ، سألني مسكين صدقة ، فلم يكن عندي شيء أعطيه ، فسألني بوجه الله ، فأمكنته من رقبتي فباعني ، [ ص: 114 ] وأخبرك أنه من سئل بوجه الله ، فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلده ولا لحم له ولا عظم يتقعقع ، فقال الرجل : آمنت بالله ، شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم ، فقال : لا بأس ، أحسنت وأبقيت ، فقال الرجل : بأبي أنت وأمي ، يا نبي الله احكم في أهلي ومالي بما أراك الله أو أخيرك ، فأخلي سبيلك ، فقال : أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي فخلى سبيله ، فقال الخضر : الحمد لله الذي أوقعني في العبودية ، ثم نجاني منها " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية