الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      تنبيهات الأول : سبق في التخصيص في الكلام على الشرط خلاف في أن مجموع الشرط والجزاء كلام واحد ، والحكم هو الجزاء ، والشرط قيد بمنزلة الحال . وهو أصل الخلاف هنا . فعلى الثاني يجعل التعليق إيجادا للحكم على [ ص: 167 ] تقدير وجود الشرط ، وإعداما له على تقدير عدمه . فصار كل من الثبوت والانتفاء حكما شرعيا ثابتا باللفظ منطوقا ومفهوما . وعلى الأول يجعل موجبا للحكم على تقدير وجود الشرط سكتا عن النفي والإثبات على تقدير عدمه ، فصار انتفاء الحكم عدما أصلا مبنيا على دليل عدم الثبوت لا حكما شرعيا مستفادا من النظم .

                                                      قال في البديع : ونص فخر الإسلام الخلاف على حرف آخر ، وهو أن الشرط عندنا مانع من انعقاد السبب ، وعند الشافعي من الحكم ، فالتعليق سبب عندنا عند وجود الشرط بعدم الحكم فيضاف إلى عدم سببه ، وعنده إلى انتفاء شرطه مع وجود سببه . وفرع على هذا أن التعليق بالملك قبله في العتق والطلاق صحيح عندنا خلافا للشافعي ، وكذا تعجيل النذر المعلق وكفارة اليمين ممتنع ، وطول الحرة غير مانع من نكاح الأمة خلافا للشافعي .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية