الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        7247 - فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا . ما حدثنا يونس ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن المنكدر [ ص: 340 ] سمع جابر بن عبد الله يقول : ولد لرجل منا غلام ، فسماه القاسم ، فقلت : لا نكنيك أبا القاسم ، ولا ننعمك عينا .

                                                        فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فقال : سم ابنك عبد الرحمن
                                                        .

                                                        فهذه الأنصار قد أنكرت على هذا الرجل أن يسمي ابنه القاسم ؛ لئلا يكتنى به ، وقصدوا بالكراهة في ذلك إلى الكنية خاصة .

                                                        ثم لم ينكر ذلك عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه .

                                                        فدل ذلك أن نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التكني بكنيته ، يتسمى مع ذلك باسمه ، ولم يتسم به .

                                                        فإن قال قائل : ففي هذا الحديث ما يدل على كراهة التسمي بالقاسم .

                                                        قيل له : قد يجوز أن يكون ذلك مكروها كما ذكرت ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا قاسم بينكم " .

                                                        وقد يجوز أن يكون كره ذلك ؛ لأنهم كانوا يكنون الآباء بأسماء الأبناء ، وقد كان أكثرهم لا يكتني حتى يولد له ، فيكتني باسم ابنه .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية