الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1527 - شأن نزول سورة ( والضحى )

                                                                                            4000 - أخبرنا إسحاق بن محمد الهاشمي بالكوفة ، ثنا محمد بن علي بن عفان العامري ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - ، قال : لما نزلت ( تبت يدا أبي لهب وتب ) ، إلى ( وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ) ، قال : فقيل لامرأة أبي لهب : إن محمدا قد هجاك ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو جالس في الملأ فقالت : يا محمد على ما تهجوني ؟ قال : فقال : " إني والله ما هجوتك ما هجاك إلا الله " ، قال : فقالت : هل رأيتني أحمل حطبا أو رأيت في جيدي حبلا من مسد ؟ ثم انطلقت ، فمكث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أياما لا ينزل عليه فأتته فقالت : يا محمد ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك ، فأنزل الله - عز وجل - ( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) .

                                                                                            هذا حديث صحيح كما حدثناه هذا الشيخ إلا أني وجدت له علة ، أخبرناه أبو عبد الله الصفار ، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن يزيد بن زيد ، قال : لما نزلت ( تبت يدا أبي لهب ) ، فذكر الحديث مثله حرفا بحرف ، وقول الله - عز وجل - ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، لم أجد فيه حرفا مسندا ولا قولا للصحابة فذكرت فيه حرفين للتابعين .

                                                                                            [ ص: 379 ]

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية