الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2713 حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي حدثنا خالد يعني الطحان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول بمثل حديث جرير وقال من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن أبي عبيدة حدثنا أبي كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع بمثل حديث سهيل عن أبيه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ) أي : من شر كل شيء من المخلوقات ; لأنها كلها في سلطانه ، وهو آخذ بنواصيها .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر [ ص: 200 ] فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين ) يحتمل أن المراد بالدين هنا حقوق الله تعالى وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع ، وأما معنى الظاهر من أسماء الله فقيل : هو من الظهور بمعنى القهر والغلبة ، وكمال القدرة ، ومنه ظهر فلان على فلان ، وقيل : الظاهر بالدلائل القطعية ، والباطن : المحتجب عن خلقه ، وقيل : العالم بالخفيات . وأما تسميته سبحانه بالآخر ، فقال الإمام أبو بكر بن الباقلاني : معناه بصفاته من العلم والقدرة وغيرهما التي كان عليها في الأزل ، ويكون كذلك بعد موت الخلائق ، وذهاب علومهم وقدرهم وحواسهم ، وتفرق أجسامهم ، قال : وتعلقت المعتزلة بهذا الاسم ، فاحتجوا به لمذهبهم في فناء الأجسام وذهابهم بالكلية ، قالوا : ومعناه الباقي بعد فناء خلقه ، ومذهب أهل الحق خلاف ذلك ، وأن المراد الآخر بصفاته بعد ذهاب صفاتهم ، ولهذا يقال : آخر من بقي من بني فلان فلان ، يراد حياته ، ولا يراد فناء أجسام موتاهم وعدمها ، هذا كلام ابن الباقلاني .




                                                                                                                الخدمات العلمية