الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        [ ص: 509 ] 2902 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور ، قال : ثنا الهيثم بن جميل ، قال : حدثني شريك ، عن جابر ، فذكر مثله بإسناده . غير أنه قال ( وهو ابن ستة عشر شهرا ، أو ثمانية عشر شهرا ) .

                                                        ففي هذه الآثار إثبات الصلاة على الأطفال . فلما تضادت الآثار في ذلك ، وجب أن ننظر إلى ما عليه عمل المسلمين الذي قد جرت عليه عاداتهم ، فيعمل على ذلك ، ويكون ناسخا لما خالفه . فكانت عادة المسلمين الصلاة على أطفالهم ، فثبت ما وافق ذلك من الآثار ، وانتفى ما خالفه .

                                                        فهذا وجه هذا الباب من طريق الآثار .

                                                        وأما وجهه من طريق النظر ، فإنا رأينا الأطفال يغسلون باتفاق المسلمين على ذلك . وقد رأينا البالغين كل من غسل منهم صلي عليه ، ومن لم يغسل من الشهداء ففيه اختلاف . فمن الناس من يصلي عليه ، ومنهم من لا يصلي عليه ، فكان الغسل لا يكون إلا وبعده صلاة ، وقد يكون الصلاة ولا غسل قبلها . فلما كان الأطفال يغسلون كما يغسل البالغون ، ثبت أن يصلى عليهم ، كما يصلى على البالغين . فهذا هو النظر في هذا الباب ، وقد وافق ما جرت عليه عادة المسلمين من الصلاة على الأطفال . وهو قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد رحمهم الله تعالى ، وقد روي ذلك عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية