الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        668 - ومما يدل على ما قلنا من ذلك ما حدثنا أحمد بن عبد الرحمن قال : ثنا عمي عبد الله بن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود حدثه أنه سمع عروة يخبره عن عائشة رضي الله عنها قالت : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة له حتى إذا كنا بالمعرس قريبا من المدينة ، نعست من الليل ، وكانت علي قلادة تدعى السمط ، تبلغ السرة ، فجعلت أنعس ، فخرجت من عنقي . فلما نزلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة الصبح ، قلت : يا رسول الله خرت قلادتي من عنقي . فقال : أيها الناس ، إن أمكم قد ضلت قلادتها ، فابتغوها . [ ص: 112 ] فابتغاها الناس ، ولم يكن معهم ماء ، فاشتغلوا بابتغائها إلى أن حضرتهم الصلاة ، ووجدوا القلادة ، ولم يقدروا على ماء . فمنهم من تيمم إلى الكف ، ومنهم من تيمم إلى المنكب ، وبعضهم على جسده . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزلت آية التيمم .

                                                        ففي هذا الحديث أن نزول آية التيمم كان بعدما تيمموا هذا التيمم المختلف ، الذي بعضه إلى المناكب ؛ فعلمنا تيممهم ، أنهم لم يفعلوا ذلك إلا وقد تقدم عندهم أصل التيمم ، وعلمنا بقولها : فأنزل الله آية التيمم أن الذي نزل بعد فعلهم هو صفة التيمم . فهذا وجه حديث عمار عندنا .

                                                        ومما يدل أيضا ، على أن هذه الآية تنفي ما فعلوا من ذلك ، أن عمار بن ياسر هو الذي روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى غيره عنه في التيمم الذي عمله بعد ذلك خلاف ذلك .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية