الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        2859 - حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا روح ، قال : ثنا شعبة ، عن علي بن الأقمر ، فذكر بإسناده مثله . فهذا عبد الله لما سئل عن التكبير على الجنازة أخبر أنه أربع ، وأمرهم في حديث علقمة أن يكبروا ما كبر أئمتهم . فلو انقطع الكلام على ذلك لكان وجه حديثه عندنا على أن أصل التكبير عنده أربع ، وعلى أن من صلى خلف من يكبر أكثر من أربع ، كبر كما كبر إمامه ، لأنه قد فعل ما قد قاله بعض العلماء . وقد كان أبو يوسف يذهب إلى هذا القول ، ولكن الكلام لم ينقطع على ذلك ، وقال : ( لا وقت ولا عدد ) .

                                                        [ ص: 499 ] فدل ذلك على أن معناه في ذلك ( لا وقت عندي للتكبير في الصلاة على الجنائز ، ولا عدد ) على المعنى الذي ذكرناه في أهل بدر وغيرهم .

                                                        أي لا وقت ولا عدد في التكبير في الصلاة على الناس جميعا ، ولكن جملته لا وقت لها ولا عدد ، إن كان أهل بدر - هكذا حكم الصلاة عليهم والصلاة على غيرهم على ما روى عنه أبو عطية ، حتى لا يتضاد شيء من ذلك . ثم قد روي عن أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاتهم على جنائزهم ، أنهم كبروا فيها أربعا .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية