الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
التاسع والعشرون والثلاثون: الحروف المصمتة والحروف المذلقة: بهذين اللقبين لقب ابن دريد الحروف كلها، قال: ومعنى المصمتة - على ما فسره الأخفش - أنها حروف أصمتت، أي منعت أن تختص ببناء كلمة في لغة العرب إذا كثرت حروفها، لاعتياصها على اللسان، فهي حروف لا تنفرد بنفسها في كلمة أكثر من ثلاثة أحرف حيث يكون معها غيرها من الحروف المذلقة، فمعنى المصمتة: الممنوعة من أن تكون منفردة في كلمة طويلة، من قولهم: صمت: إذا منع نفسه الكلام.

[ ص: 98 ] ومعنى الحروف المذلقة - على ما فسره الأخفش - أنها حروف عملها وخروجها من طرف اللسان وما يليه من الشفتين، وطرف كل شيء ذلقه، فسميت بذلك إذ هي من طرف اللسان، وهو ذلقه، وهي أخف الحروف على اللسان وأكثرها امتزاجا بغيرها، وهي ستة أحرف: ثلاثة تخرج من الشفتين، ولا عمل لها في اللسان، وهي الفاء والباء والميم. وثلاثة يخرجن من أسفل اللسان إلى مقدم الغار الأعلى، وهن الراء والنون واللام، يجمع الستة هجاء (فر من لب) . فهذه الستة هي المذلقة، والمصمتة ما عداها من الحروف، وهن إثنان وعشرون حرفا. والألف خارجة عن المصمتة والمذلقة، لأنها هواء لا مستقر لها في المخرج.

التالي السابق


الخدمات العلمية