الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            المعطيات الحضارية لهجرة الكفاءات

            نخبة من الباحثين

            المبحث الثاني

            الآثار المترتبة على هجرة الكفاءات العلمية

            تختلف آراء الباحثين حول آثار ونتائج هجرة الكفاءات العلمية، فهناك من يرى فيها ثمارا إيجابية للدول الأصلية المصدرة، وهناك من يرى أنها تحمل نتائج إيجابية للشخص نفسه من خلال كونها حقا إنسانيا للعالم والباحث، وأنها تعمل على تحقيق المشاركة في إنتاج المعرفة الإنسانية وتطويرها باعتبار أن العلم لا وطن له ولا جنس ولا عرق، وهناك من يرى أن هجرة العقول استنـزاف لموارد التنمية للدول الأصلية، مما ينتج عنها آثار سلبية كثيرة، وبين هذا وذاك طروحات وآراء متعددة تختلف في تحديد إيجابيات وسلبيات تلك الهجرات إلى دول العالم المختلفة.

            ونحن نرى أن كل عمل أو خطوة يقدم عليها الناس في هذا الكون يمكن أن تحمل قدرا معينا من الإيجابيات، ويمكن أن تحوي قدرا من السلبيات، فليس هناك في هذا الكون شر محض ولا خير محض، ولذلك سنحاول في هذا المبحث تسليط الضوء على الآثار الإيجابية التي يمكن أن تحققها هجرة الكفاءات العلمية على دول المصدر وعلى دول المهجر، حيث أن لهذه الظاهرة نتائج إيجابية لعدة اعتبارات منها أن الكفاءات المهاجرة [ ص: 192 ] تنتقل إلى مجتمع أكثر تقدما يوفر لها ظروف عمل ومعيشة أفضل مما يؤدى إلى ارتفاع إنتاجها ويساهم في تطوير المعرفة والتقدم البشرى، علاوة على أن وجود العلماء العرب في الخارج يعد مكسبا علميا وحضاريا، لأنه يفتح قنوات للأمة العربية والإسلامية كي تتقدم من الناحية العلمية والإدارية والتنفيذية، وسنحاول التركيز على أبرز الآثار المترتبة على هجرة الكفاءات العلمية، سواء كانت إيجابية أو سلبية بقدر تعلق الأمر بموضوع البحث.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية