الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            - الأسباب الاجتماعية لهجرة الكفاءات:

            يمكن تحديد أبرز الأسباب الاجتماعية التي تدفع الكفاءات العلمية للهجرة من بلدانها الأصلية والاستقرار في بلد المهجر بما يلي:

            1- انتشار الأمية العلمية:

            حيث يعاني العلماء والمفكرون في العالم الثالث من انتشار الأمية العلمية بين المجتمعات التي يعيشون فيها، المتمثلة في عدم تقدير الكفاءات العلمية وعدم الاهتمام بأصحابها، اللهم إلا من دخل منهم ميدان السياسة أو المال، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالغربة وهم في أوطانهم في الوقت الذي يرون أن المجتمعات الغربية تعنى بالكفاءات العلمية وتهتم بشأنها، سواء كان ذلك على مستوى المجتمع أو الدولة، حيث يتم تخصيص المكافاءات المجزية لهم، ويتم التركيز عليهم إعلاميا واجتماعيا، وبهذا يكون مركز القرار السياسي في أعلى هرم الدولة معتمدا على البحث العلمي ورأي المختصين فيه، بحيث يكون للكفاءات العلمية دور أساسي في صنع القرار واتخاذه، وهو ما ليس متوفرا في البلدان الأصلية التي يهاجر منها الخبراء والمفكرون من الكفاءات العلمية.

            2- ضعف الانتماء الوطني:

            ويتمثل ذلك في ضعف انتماء الكفاءات العلمية لحضارة بلد الأصل بسبب تأثير الحضارة الغربية السائدة التي يعيشون في ظلالها، وربما يكون سبب ضعف علاقات الانتماء إلى بلد الأصل عائدا إلى الضغوط التي يتعرض [ ص: 185 ] لهـا أصحاب الكفاءات العلمية بسبب انتمائهم إلى أقليات دينية أو مذهبية أو عرقية، مما يؤثر سلبا على تماسك العلاقات الاجتماعية في البلدان الأصلية، فيدفعهم ذلك إلى التفكير بالهجرة.

            3- الزواج من بلاد المهجر:

            حيث يعمل الارتباط الأسري الذي يتم بين بعض طلاب البعثات الدراسية القادمة من بلـدان العـالم الثالث وبين فتيات من أبناء المجتمعات في بلاد المهجر إلى الاستقرار مع الزوجة في بلدها الأصـلي، وعدم التفكير في العودة إلى البلدان الأصلية، الأمر الذي يؤدي إلى خسارة الوطن الأصلي للمبتعث إلى جهوده وإمكاناته العلمية [1] .

            فقد تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة الزواج من الأجنبيات بين فئات الدارسين والمبتعثين في الدول الغربية، حيث يجد الشباب أن هذا الزواج سيؤدي إلى تحقيق الاستقرار المالي والنفسي، وإلى التعرف على الثقافات والعادات الأخرى، وإلى تحسين الدخل المادي، وسيكون عاملا مساعدا في إنجاز مهمته العلمية التي قدم من أجلها. لكن هذه الإيجابيات تتلاشي في ظل سلبيات كثيرة تتمثل في ابتعاد الفرد عن موطنه الأصلي، وإلى هجرة العقول والأيدي الماهرة المدربة، بفعل اندماجه في مجتمع بلاد المهجر، وعدم التفكير في العودة إلى بلده الأصلي. [ ص: 186 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية