الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
المبحث الثاني: إيجاد البدائل

إن من فقه الداعية النافع إيجاد البديل الإسلامي لكل مستعص متأب عليه تغييره، والداعية الفقيه هو الذي إن حارب شيئا، أو نهى عن شيء، أو أراد تغيير شيء، وهذا الشيء أثره عظيم في قلوب الناس، مستوطن في عاداتهم وأعرافهم، اجتهد في إيجاد البديل الإسلامي له إن لم يكن هذا البديل مقطوعا بتحريم مؤبد. وذلك أن الداعية -فيما يليه- هو حامل لواء التغيير في المجتمع، ولا يعني التغيير سوى إبدال الشيء بالشيء، والتغيير الإسلامي الذي حث إليه رب العزة هو إبدال أمر الإسلام بأمر الجاهلية، واستبدال الذي هو خير بالذي هو أدنى، كإيجاد البدائل الإسلامية لصور وأشكال المعاملات الاقتصادية من بنوك ربوية، وشركات غررية، وعقود التأمين الحرام، ونحوها. [ ص: 125 ]

وكالفنون الضارة الفـاسقة ذي الأغـراض الساقطـة.

وكالبرامج الإعلامية الفاجـرة التي لا تراعي عـادة ولا عبادة ولا دينا، ولا تهتم بقضايا الأمة ولا تعين على صياغة المجتمع وصبغته بدينه.

كل هذا مما ابتلي به المسلمون في عصرهم الذي يعيشونه بعدا عن الدين وزهدا في الالتزام، وهو الذي يعاني منه كل داعية مخلص متبصر بأحوال أمته، يقلق لحالها وهي يوما بعد يوم تسير إلى الحضيض وتخطو القهقرى، وما كل ذلك أو جله إلا لمنهج التغيير الذي ساد اليوم من دعاة كثيرين، حين اعتمدوا أسلوب التحريم والترهيب والتحذير، يخوفون الناس مما أصابهم من أمراض البعـد عـن الديـن، وعـلل التديـن دون أن يقـدمـوا لهم العـلاج أو يصفوا لهم الدواء.

ولا يمكن أن يتعافى مريض قد أحاط به المرض من كل جانب، ونخر في كل عضو وجارحة يخوف منه ويحذر، وهو لا يعرف العلاج ولا يهتدي إلى الدواء..

ولا يمكن أن نعين الناس على الرجوع لالتزام دينهم وشرعتهم [ ص: 126 ] عبر الخطب المبكيـة التي تقـطـع القلوب وتعصر النفوس من آلام ما تعانيه الأمة، والمواعظ التي تعتمد التحريم لكل شيء، والترهيب من كل أمر، والتحذير من كل ظاهرة تجتاح مجتمعات المسلمين.. وإنما العلاج الحق أن نقدم لهم في كل أمر جاهلي، وفي كل ظاهرة ترسخت وسادت في المجتمع، وعن كل ممارسة فاسدة فاسقة فاجرة، بديلا إسلاميا صالحا نافعا راشدا مرضيا لله رب العالمين.

فالمعاملات الاقتصادية الربوية والغررية الحرام; لا يمكن أن تحارب أو تغير عبر الخطب والفتاوى المحرمة لها! وإنما بإيجاد البدائل لجميعها، فنغزو البنوك ونستبدلها ببنوك ومصارف إسلامية تحرم الربا ولا تتعامل به.. والشركات الغررية نقيم بجوارها شركات تنزه معاملاتها عن الغرر، وتتبرأ لربها من الربح الحرام.. وعقود التأمين الحرام نستبدلها بعقود التعاون الذي يرضاه الله ويدعو إليه،

كما قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) (المائدة:2) .

والبرامج الإعلامية المبثوثة عبر شاشات التلفاز، وأثير المذياع، وأطباق الدش (البث المباشر) ، وقد بلغت في كثير منها ذروة [ ص: 127 ] الضرر والمفسدة، وهي تصنع في بلداننا ومن بني جلدتنا، بل هي الآن أعظم ضررا ومفسدة إذ تدار بأيدي أعدائنا، وتصنع جنبا لجنب مع آليات الدمار وذخائر الحرب في مصانع السلاح، لتفتك بالتوجه والانتماء، وتلغي الولاء لله ولرسوله والمؤمنين لتصبح للهوى والشهوة والمتعة والمال، لا يمكن أن نحصن الناس من جراثيمها، ونحميهم من عواقبها السوء بمجرد الحكم عليها بالتحريم والحظر، ولا بدعوة الناس شفاهة لمجافاتها ومقاطعتها، ولا بإنزال أطباق البث من فوق البيوت فقط، وإنما -مع ذلك- بإعداد البرامج النافعة التي لا تخرج عن مقاصد التشريع كبديل للمحظور، وبغزو الأجهزة والمسابقة في إعدادها، لا بالتراخي والقعود بين الجدران، حتى إذا ما أعد كل شيء نهيج ونشجب.

والفنـون الضارة الفاسقة لا يكون تحريمها عبر الخطب والفتاوى وحدها هو الوسيلة النافعة والعلاج الناجع، وقد استوطنت القلوب والنفوس والآذان، وما عاد الناس قادرين على الفكاك من أسرها، وإلى اليوم تتضاعف مقالات التحريم وخطب الترهيب من تلك الفنون الفاجرة، وتزداد هذه الفنون قوة في البيان وشدة في الإحزان، من حال ما وصلت إليه الأمة، تقلد [ ص: 128 ] الغرب والأعداء فيها; ويزداد الناس في كل يوم تعلقا بالفنون، وممارسـة لها، وتطـويرا لوسائـلها، فما أجدت المواعظ والخطب، ولا الفتاوى، ولا الكتب المنشورة تحمل إليهم حكم تحريم الفنون!!!

هذه الفنون لا سبيل لإلغائها من حياة الناس جملة، فوجب أن يكون العلاج تقديم البديل النافع.

القرآن يقدم البديل الصالح

ولقد وجدنا في القرآن الكريم أن الله تعالى ما نهى عن شيء ترسخ في عادات الناس وأعرافهم إلا وأوجد له البديل، وكثير هذا في كتاب الله منثور، ومثال ذلك: أنه تعالى لما نهى الذين آمنوا أن يقولوا للرسول صلى الله عليه وسلم : ( راعنا ) لأن اليهود -لعنهم الله- كانوا يقولونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم سخرية واستهزاء، فلما نهاهم عن قولهم راعنا، لم يقف عن النهي فقط يتركهم في حيرة من أمرهم، بل أوجد لهم البديل المقبول عنده،

يقـول لهم: ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ) (البقرة:104) .

ولما نهى المؤمنين به عن طاعة الذين كفروا طلبا للعزة والمنعة [ ص: 129 ] والنصرة وبقاء العرش، لم يتركهم حيارى لا يدرون أين يتوجهون ومن يطيعون، وبمن يستنصرون!! بل جاء لهم بالبديل الذي يجب أن يطاع، والناصر الذي يجب أن يستنصر به، والقوي الذي يجب أن يلجأ إليه، والعـزيز الذي يجب أن يتذلل له،

فقال لهم عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ) (آل عمران:149-150) ..

والسنة تقدم البديل الصالح

والسنة بنت في كثير من العادات والعبادات مما لا يسهل حمل الناس على الاستقامة فيه، والإقلاع عنه إلى ما يرضي الله، على أصل تقديم البدائل الخيرة النافعة..

فمثلا لو وقفنا مع السنة وهي تعالج قضية من قضايا المجتمع والشباب، ليتعافى المجتمع المسلم من بوائق الشهوة، ويسلم من فاحشة الزنا، والذي لا يمكن أن يتعافى منه مجتمع أرضي إذا اكتفى المصلحون ودعاة الخير فيه بالخطب والمواعظ المحرمة للزنا والفاحشة، والشهوة تطغى، والغريزة تثور، والطبيعة تفيض عن [ ص: 130 ] قدرة التحمل والصبر.. نجد السنة عندها تعطي الدرس، وتهدي للمصلحين والدعاة سواء السبيل، وتقدم للشباب البديل، تقول: العلاج التزويج، والبديل لمن عجز عنه أن يصوم فإنه له وقاية وجنة ووجاء، فيأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب أمر تحبيب وترغيب وتحصين، يقول لهم: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) [1]

ولقد انتبه لهذا بعض الصالحين من ولاة الأمر والساسة فسنوا سنة التزويج والإعانة عليه من قبل ولاة الأمر ومالية الدولة والمحسنين، يزوجون في كل عام آلاف الشباب تحصينا لهم من مقارفة الفاحشة، وحفظا للأعراض من الانتهاك، وإكثارا لسواد المسلمين، وإرضاء لله رب العالمين.

ولقد كان من السنة أن راعى هذا الأصل رسول الدعوة [ ص: 131 ] - صلوات الله وسلامه عليه- في تغيير ما استوطن في العادات، حين قدم المدينة، ولأهـل المدينـة يومان يلعبون فيهما، ( فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه : ما هذان اليومان؟ فقال أنس: هذان يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فـقـال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل قد أبدلكم بهما خيرا منهما، يوم الفطر ويوم النحر ) [2]

لذلك في العيدين يجوز اللعب، بل يستحب فيهما ذلك عند الكثيرين.. ولا يفوت على القارئ الحصيف أن مدار الحديث على الفنون من ذوات اللعب.

تقديم البديل من سنن النبوة

ومن تدبركتاب الله أو قرأ في آياته، يجد الخضر يعلم رسول الله موسى -عليهما السلام- فقها لا بد منه، وأمورا يرضاها الله ويأمر بها أنبياءه والمصلحين في الأرض بوحي من عنده، فتبنى عليها فروع كثيرة، ويستخرج منها فقه كثير، وفهم لشرعة الله [ ص: 132 ] كبير: من ارتكاب أخف الضررين وأهون الشرين حين خرق سفينة المساكين ليعيبها، فإذا أرادها الملك الغاصب لم يأخذها، إذ لو سلمت السفينة ما نجت.. ومن بناء جدار اليتيمين مع ما نالهم من إيذاء أهل القرية، حفاظا على كنزهما من السطو عليه لامتداد نفع صلاح أبيهما.

ومما علم الخضر موسى -عليهما السلام- ممارسة: السعي لإيجاد البديل الصالح، حين قتل الغلام ارتكابا لأخف الضررين، إذ كـان أبـواه مؤمنـين خشية أن يرهقهما طغيانا وكفرا، ورغبـة في أن يبدلهما ربهما خيرا منه وأنفع لهما وأزكى، فيقول مبررا قتله للغلام،

كما يحكي القرآن: ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ) (الكهف:80-81) .

إذا، الشريعة المصطفوية اتخذت هذا الأصل تبني عليه خطابها الدعوي للمؤمنين بها والكافرين.

فلا يجدي إذا كثيرا الاكتفاء بالمواعظ والخطب، أو التآليف والكتب، والشيطان في كل يوم يزداد تفننا وتطويرا في أساليب [ ص: 133 ]

الإغواء والتضليل لأفراد الأمة، والأعداء تجاوزوا القاصي منا إلى الداني وقد دخلوا علينا المدارس والبيوت والقلوب.

فالحل الأنجع، والعلاج الأنفع، والتغيير الأصلح يكون عبر البدائل، نقدم لهم البديل الصالح لنقذف به الباطل في كل ركن، فيتراجع ويزهق والباطل لجلاج زهوق.

ولن يكون فقيها من يعتمد النهي المجرد عن البديل مهما أخلص أو اجتهد، ورحم الله الفقيه المحقق ابن القيم ، عرف ذلك ونبـه إلى ضرورة إرفـاق البديل عنـد النـهي والتحريم، فقـال رحمه الله: إذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكـارك علـيهم من عدم الفقـه والبصيـرة، إلا إذا نقلـتهم إلى ما هـو أحب إلى الـله ورسوله كرمي النشاب وسباق الخيل ونحو ذلك.

وكما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون ونحوها وخفت عليه من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحر، فدعه وكتبه الأولى، وهذا باب واسع [3] [ ص: 134 ]

ضوابط البديل الإسلامي

ولا يعني إيجاد البديل الإسلامي أن نقوم على كل أمر موروث من الجاهليات الحديثة بالتبديل والتغيير، وإنما نوجد البدائل الخيرة للأوضاع الفاسقة الفاجرة، دون الصالحة النافعة.

فأساس هذا الأصل على ضابطين

الضابط الأول: رجحان فساد الأمر المراد تبديله.. أما إذا كانت المصلحة راجحة فيه على المفسدة، فمعلوم أن ذات المصالح الراجحة تثبت دون ذات المفاسد المرجوحة.. تماما كالأمور التي أقرها الشرع الحنيف على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يأت الشرع هادما لكل أمر جاهلي، يوجد له البديل الإسلامي، وإنما جاء يهدم منه كل أمر فاسد أو مغلوب على الفساد مع إقرار النافع الصالح كالقراض، وتقدير الدية، وضربها على العاقلة، وإلحاق الولد بالقافة، والوقوف بالمشعر الحرام، والحكم في الخنثى، وتوريث الولد للذكر مثل حظ الأنثيين، والقسامة، والفأل، وبيع العرايا، والمضاربة، وقد كانت مشهورة في الجاهلية لا سيما قريش ، فإن الأغلب كان عملهم التجارة وكان أصحاب الأموال يدفعونها إلى العمال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد سافر بمال غيره قبل النبوة مضاربة، [ ص: 135 ] كما سافر بمال خديجة ، والعير التي كان فيها أبو سفيان كان أكثرها مضاربة مع أبي سفيان وغيره، فلما جاء الإسلام أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك مما ذكره العلماء.. بل إن من الأخلاق الحميدة التي تناثرت في الجاهليين، ما أقرها الإسلام وسعت الشريعة لإتمامها، كإطعام الفقراء والمساكين، والعطف على المحتاجين، والشجاعة والكرم، ولهذا ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) [4]

فالبديل الإسلامي يجب أن يكون هو الأفضل والأنفع والأوفق لمقاصد الشريعة.. ولقد جاء القرآن ينكر على الذين يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيستفهم بني إسرائيل تقريعا واستنكارا يقول لهم:

( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) (البقرة:61)

مما أدى بهم إلى الذلة والمسكنة وتبوء غضب الله. [ ص: 136 ]

ويتعجب القرآن ممـن يـريد أن يبـدل كـلام الله الذي يعـلـو ولا يعلى عليه فيقول الله:

( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) (الفتح:15) ..

وممن يتبدل الكفر بالإيمان وهو الضلال المبين،

قـولـه: ( ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ) (البقرة:108) ..

فلا تبديل للخبيث بالطيب، ولا للفاسد بالنافع، ولا للخوف بالأمن، ولا للسيئ بالحسن.

فبقدر ما يرفض القرآن هذه البدائل (لأنها أدنى وأفسد وأخبث) ; ينبه على موضوعاتها ومحالها -البدائل الخيرة النافعة للفاسدة السيئة-

يقول سبحـانه وتعالى: ( ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة ) (الأعراف:95) ..

ويقول تعالى: ( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) (النور:55) ..

كما يقـول سبحـانه: ( ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ) (النساء:1) .

الضابط الثاني: هو أن لا يكون فيه إفساد للعقيدة وأن تكون الحاجة داعيـة إلى تغيـيره.. أما ما لا حـاجة له في التغيـير إلى الأصـلح، وما أريد به محاكاة الكفار ومجاراة المشركين والتشبه بهم، فلا يكون بديلا إسلاميا، وإنمـا ذلك بـديـل جاهـلي [ ص: 137 ] لأمـر جاهـلي، ولا يـجـوز للـدعاة الإقـرار لمثله.

وقد رفض سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم مثل هذا البديل، كما ( جاء في حديث أبي واقد الليثي أنهم خرجوا عن مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة خضراء عظيمة فقلنا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلتـم والذي نفسي بيـده كمـا قال قـوم موسى ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ) إنها لسنن، لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة ) .. وفي رواية الترمذي: ( لتركبن سنة من كان قبلكم ) [5]

وسبب رفض النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الطلب: أن المشركين كانوا يعكفون على هذه السدرة تبركا بها وتعظيما لها، وينوطون بها أسلحتهم للبركة والاستنصار من دون الله، وكأن الله أنزل في [ ص: 138 ] ذلك قرآنا فقال تعالى: ( أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ) (البقرة:108) .

وهكذا تبين ضرورة تقديم البديل الإسلامي فيما لا يتعارض مع الشريعة ولا يناقضها.. وعلى الدعاة أن يفقهوا غاياته ومواطنه ومواضيعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية