nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174nindex.php?page=treesubj&link=28974_29676_29675فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء أي فعادوا بعد خروجهم على لقاء الذين جمعوا لهم ومناجزتهم القتال متمتعين أو مصحوبين بنعمة من الله وهي السلامة كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أو العافية كما روي عن
مجاهد والسدي ، أو ما هو أعم من ذلك .
وأما الفضل فقد فسروه بالربح في التجارة ، روى
البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس "
أن عيرا مرت في أيام الموسم فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فربح مالا فقسمه بين أصحابه فذلك الفضل " والظاهر أن هذا الموسم هو موسم بدر الصغرى وقد تقدم آنفا خبر الخروج إليها وأنهم اتجروا فيها وربحوا ، وليس في ألفاظ الآية ما يدل على أنها نزلت في غزوة بدر الصغرى أو بدر الموعد إلا هذه الكلمة بهذا التفسير لأن غزوة
حمراء الأسد المتصلة بغزوة
أحد قد قيل لهم فيها : إن الناس قد جمعوا لكم فزادهم ذلك إيمانا فخرجوا إلى لقائهم ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل معنوي لم يمسسهم سوء ولا أذى ، وفسر السوء بالقتل والجراح
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174واتبعوا رضوان الله أي أعظم ما يرضيه وتستحق به كرامته - وارجع إلى تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162أفمن اتبع رضوان الله [ 3 : 162 ]
[ ص: 200 ] إن كنت نسيته فما هو ببعيد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174والله ذو فضل عظيم فإن كان أكرمهم بذلك في الدنيا ، فقد يعطيهم ما هو أعظم وأكرم في العقبى .
ومن مباحث البلاغة في الآية الإيجاز في قوله " فانقلبوا " فإنه يدل على أنهم خرجوا للقاء العدو ، وأنهم لم يلقوا كيدا فلم يلبثوا أن انقلبوا إلى أهليهم ، ومثل هذا الحذف الذي يدل عليه المذكور بمجرد ذكره كثير في القرآن ، كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق [ 26 : 63 ] أي فضربه فانفلق . وقوله - تعالى - بعد ذكر مناجاة
موسى - عليه السلام - له في
أرض مدين وإرساله - تعالى - إياه إلى فرعون وجعل أخيه وزيرا له وأمرهما بأن يبلغا فرعون رسالته
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49قال فمن ربكما يا موسى [ 20 : 49 ] أي قال فرعون لما بلغاه الرسالة : إذا كان الأمر كما تقولان فمن ربكما يا
موسى ؟ فقد فهم من هذا الجواب أن
موسى وهارون - عليهما السلام - صدعا بأمر ربهما وذهبا إلى فرعون فبلغاه ما أمرهما الله - تعالى - بتبليغه إياه .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174nindex.php?page=treesubj&link=28974_29676_29675فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ أَيْ فَعَادُوا بَعْدَ خُرُوجِهِمْ عَلَى لِقَاءِ الَّذِينَ جَمَعُوا لَهُمْ وَمُنَاجَزَتِهِمُ الْقِتَالَ مُتَمَتِّعِينَ أَوْ مَصْحُوبِينَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَهِيَ السَّلَامَةُ كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَوِ الْعَافِيَةُ كَمَا رُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ وَالسُّدِّيِّ ، أَوْ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ .
وَأَمَّا الْفَضْلُ فَقَدْ فَسَّرُوهُ بِالرِّبْحِ فِي التِّجَارَةِ ، رَوَى
الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ "
أَنَّ عِيرًا مَرَّتْ فِي أَيَّامِ الْمَوْسِمِ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَبِحَ مَالًا فَقَسَّمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَذَلِكَ الْفَضْلُ " وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا الْمَوْسِمَ هُوَ مَوْسِمُ بَدْرٍ الصُّغْرَى وَقَدْ تَقَدَّمَ آنِفًا خَبَرُ الْخُرُوجِ إِلَيْهَا وَأَنَّهُمُ اتَّجَرُوا فِيهَا وَرَبِحُوا ، وَلَيْسَ فِي أَلْفَاظِ الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الصُّغْرَى أَوْ بَدْرٍ الْمَوْعِدِ إِلَّا هَذِهِ الْكَلِمَةُ بِهَذَا التَّفْسِيرِ لِأَنَّ غَزْوَةَ
حَمْرَاءِ الْأَسَدِ الْمُتَّصِلَةِ بِغَزْوَةِ
أُحُدٍ قَدْ قِيلَ لَهُمْ فِيهَا : إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَزَادَهُمْ ذَلِكَ إِيمَانًا فَخَرَجُوا إِلَى لِقَائِهِمْ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ مَعْنَوِيٍّ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَلَا أَذًى ، وَفَسَّرَ السُّوءَ بِالْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ أَيْ أَعْظَمَ مَا يُرْضِيهِ وَتُسْتَحَقُّ بِهِ كَرَامَتُهُ - وَارْجِعْ إِلَى تَفْسِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162أَفَمِنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ [ 3 : 162 ]
[ ص: 200 ] إِنْ كُنْتَ نَسِيتَهُ فَمَا هُوَ بِبَعِيدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ فَإِنْ كَانَ أَكْرَمَهُمْ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا ، فَقَدْ يُعْطِيهِمْ مَا هُوَ أَعْظَمُ وَأَكْرَمُ فِي الْعُقْبَى .
وَمِنْ مَبَاحِثِ الْبَلَاغَةِ فِي الْآيَةِ الْإِيجَازُ فِي قَوْلِهِ " فَانْقَلَبُوا " فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ خَرَجُوا لِلِقَاءِ الْعَدُوِّ ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنِ انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ ، وَمِثْلُ هَذَا الْحَذْفِ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَذْكُورُ بِمُجَرَّدِ ذِكْرِهِ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ ، كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ [ 26 : 63 ] أَيْ فَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ . وَقَوْلِهِ - تَعَالَى - بَعْدَ ذِكْرِ مُنَاجَاةِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَهُ فِي
أَرْضِ مَدْيَنَ وَإِرْسَالِهِ - تَعَالَى - إِيَّاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَجَعْلِ أَخِيهِ وَزِيرًا لَهُ وَأَمْرِهِمَا بِأَنْ يُبَلِّغَا فِرْعَوْنَ رِسَالَتَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى [ 20 : 49 ] أَيْ قَالَ فِرْعَوْنُ لَمَّا بَلَّغَاهُ الرِّسَالَةَ : إِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولَانِ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا
مُوسَى ؟ فَقَدَ فُهِمَ مِنْ هَذَا الْجَوَابِ أَنَّ
مُوسَى وَهَارُونَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - صَدَعَا بِأَمْرِ رَبِّهِمَا وَذَهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ فَبَلَّغَاهُ مَا أَمَرَهُمَا اللَّهُ - تَعَالَى - بِتَبْلِيغِهِ إِيَّاهُ .