" وكم " في هذه الآية الكريمة هي الخبرية ، وهي في محل نصب ; لأنها مفعول أهلكنا ، و من هي المبينة لـ " كم " كما تقدم إيضاحه .
وقوله : هل تحس منهم من أحد ، أي : هل ترى أحدا منهم ، أو تشعر به ، أو تجده أو تسمع لهم ركزا ، أي : صوتا ، وأصل الركز : الصوت الخفي ، ومنه ركز [ ص: 519 ] الرمح : إذا غيب طرفه وأخفاه في الأرض ، ومنه الركاز : وهو دفن جاهلي مغيب بالدفن في الأرض ، ومن إطلاق الركز على الصوت قول لبيد في معلقته :
فتوجست ركز الأنيس فراعها عن ظهر غيب والأنيس سقامها
وقول طرفة في معلقته :وصادقتا سمع التوجس للسرى لركز خفي أو لصوت مندد
إذا توجس ركزا مقفر ندس بنبأة الصوت ما في سمعه كذب