وقال : من الثلاثة إلى العشرة . وقيل : إلى التسعة ، ويجمع على أرهط ، ويجمع أرهط على أراهط ، فهو جمع جمع . قال الزمخشري الرماني : وأصل الرهط : الشد ، ومنه الرهيط : شدة الأكل ، والراهط : اسم لجحر اليربوع لأنه يتوثق به ويخبأ فيه ولده .
الورد ; قال : هو ورود القوم الماء ، والورد : الإبل الواردة ، انتهى . فيكون مصدرا بمعنى : الورود ، واسم مفعول في المعنى كالطحن بمعنى : المطحون . ابن السكيت
رفد الرجل يرفده رفدا ورفدا : أعطاه وأعانه ، من رفد الحائط : دعمه ، وعن : الرفد بالفتح : القدح ، والرفد بالكسر : ما في القدح من الشراب . وقال الأصمعي الليث : أصل الرفد : العطاء والمعونة ، ومنه رفادة قريش يقال رفده يرفده رفدا ورفدا بكسر الراء وفتحها ، ويقال بالكسر : الاسم ، وبالفتح : المصدر . التتبيب : التخسير ، تب : خسر ، وتبه : خسره . وقال لبيد :
ولقد بليت وكل صاحب جدة يبلى بعود وذاكم التتبيب
الزفير والشهيق : زعم أهل اللغة من الكوفيين والبصريين أن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار ، والشهيق بمنزلة آخر نهيقه . وقال رؤبة :
حشرج في الصدر صهيلا وشهق حتى يقال ناهق وما نهق
وقال ابن فارس : الشهيق ضد الزفير ، لأن الشهيق : رد النفس ، والزفير : إخراج النفس من شدة الجري ، مأخوذ من الزفر وهو : الحمل على الظهر لشدته . وقال الشماخ :
بعيد مدى التطريب أول صوته زفير ويتلوه شهيق محشرج
والشهيق : النفس الطويل الممتد ، مأخوذ من قولهم : جبل شاهق ، أي : طويل . وقال الليث : الزفير : أن يملأ الرجل صدره حال كونه في الغم الشديد من النفس ويخرجه ، والشهيق : أن يخرج ذلك النفس بشدة ، يقال : إنه عظيم الزفرة .
الشقاء : نكد العيش وسوءه . يقال منه : شقى يشقى شقاء وشقوة وشقاوة ، والسعادة ضده ، يقال منه : سعد يسعد ، ويعديان بالهمزة فيقال : أشقاه الله ، وأسعده الله . وقد قرئ ( شقوا ) و ( سعدوا ) بضم الشين والسين ، فدل على أنهما قد يتعديان . ومنه قولهم : مسعود ، وذكر أن الفراء حكى أن هذيلا تقول : سعده الله بمعنى أسعده . وقال الجوهري : سعد بالكسر فهو سعيد ، مثل سلم فهو سليم ، وسعد فهو مسعود .
وقال أبو نصر عبد الرحيم القشيري : ورد سعده الله فهو مسعود ، وأسعده الله فهو مسعد .
الجذ : القطع بالمعجمة والمهملة . قال ابن قتيبة : جذذت وجددت ، وهو بالذال أكثر . قال النابغة :
تجذ السلوقي المضاعف نسجه وتوقد بالصفاح نار الحباحب
( ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ) : [ ص: 252 ] كان قوم شعيب عبدة أوثان ، فدعاهم إلى عبادة الله وحده . وبالكفر استوجبوا العذاب ، ولم يعذب الله أمة عذاب استئصال إلا بالكفر ، وإن انضافت إلى ذلك معصية كانت تابعة . قال : بخير ، أي : في رخص الأسعار . ابن عباس
وعذاب اليوم المحيط ، هو حلول الغلاء المهلك . وينظر هذا التأويل إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :ونبه بقوله : ( بخير ) على العلة المقتضية للوفاء لا للنقص . وقال غيره : بثروة واسعة تغنيكم عن التطفيف ، أو بنعمة من الله حقها أن تقابل بغير ما تفعلون ، أو أراكم بخير فلا تزيلوه عنكم بما أنتم عليه . ( ما نقص قوم المكيال والميزان إلا ارتفع عنهم الرزق يوم محيط ) أي : مهلك من قوله : ( وأحيط بثمره ) وأصله من إحاطة العدو ، وهو العذاب الذي حل بهم في آخره . ووصف اليوم بالإحاطة أبلغ من وصف العذاب به ، لأن اليوم زمان يشتمل على الحوادث ، فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذب ما اشتمل عليه منه ، كما إذا أحاط بنعيمه .
ونهوا أولا : عن القبيح الذي كانوا يتعاطونه وهو نقص المكيال والميزان ، وفي التصريح بالنهي نعي على المنهي وتعيير له . وأمروا ثانيا : بإيفائهما مصرحا بلفظهما ترغيبا في الإيفاء وبعثا عليه . وجيء بالقسط ليكون الإيفاء على جهة العدل والتسوية وهو الواجب ، لأن ما جاوز العدل فضل وأمر مندوب إليه .
ونهوا ثالثا : عن نقص الناس أشياءهم ، وهو عام في الناس ، وفيما بأيديهم من الأشياء : كانت مما تكال وتوزن أو غير ذلك . ونهوا رابعا : عن الفساد في الأرض وهو أعم من أن يكون نقصا أو غيره ، فبدأهم أولا بالمعصية الشنيعة التي كانوا عليها بعد الأمر بعبادة الله ، ثم ارتقى إلى عام ، ثم إلى أعم منه وذلك مبالغة في النصح لهم ولطف في استدراجهم إلى طاعة الله .
وتفسير معاني هذه الجمل سبق في الأعراف . ( بقية الله ) ، قال : ما أبقى الله لكم من الحلال بعد الإيفاء خير من البخس . وعنه : رزق الله . وقال ابن عباس مجاهد : طاعة الله . وقال والزجاج قتادة : حظكم من الله . وقال ابن زيد : رحمة الله . وقال قتادة : ذخيرة الله . وقال الربيع : وصية الله . وقال مقاتل : ثواب الله في الآخرة ، وذكر الفراء : مراقبة الله . وقال الحسن : فرائض الله . وقيل : ما أبقاه الله حلالا لكم ولم يحرمه عليكم .
قال ابن عطية : وهذا كله لا يعطيه لفظ الآية ، وإنما المعنى عندي : إبقاء الله عليكم إن أطعتم . وقوله : ( إن كنتم مؤمنين ) ، شرط في أن يكون البقية خيرا لهم ، وأما مع الكفر فلا خير لهم في شيء من الأعمال . وجواب هذا الشرط متقدم . والحفيظ : المراقب الذي يحفظ أحوال من يرقب ، والمعنى : إنما أنا مبلغ ، والحفيظ : المحاسب هو الذي يجازيكم بالأعمال ، انتهى .
وليس جواب الشرط متقدما كما ذكر ، وإنما الجواب محذوف لدلالة ما تقدم عليه على مذهب جمهور البصريين . وقال : وإنما خوطبوا بترك التطفيف والبخس والفساد في الأرض وهم كفرة بشرط الإيمان ، ويجوز أن يريد : ما يبقى لهم عند الله من الطاعات كقوله : ( الزمخشري والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا ) وإضافة البقية إلى الله من حيث أنها رزقه الذي يجوز أن يضاف إليه ، وأما الحرام فلا يجوز أن يضاف إلى الله ، ولا يسمى رزقا ، انتهى .
على طريق المعتزلة في الرزق ، وقرأ عن إسماعيل بن جعفر أهل المدينة : ( بقية ) بتخفيف الياء . قال ابن عطية : هي لغة ، انتهى . وذلك أن قياس فعل اللازم أن يكون على وزن فعل نحو : سجيت المرأة فهي سجية ، فإذا شددت الياء كان على وزن فعيل للمبالغة . وقرأ الحسن : تقية بالتاء ، وهي تقواه ومراقبته الصارفة عن المعاصي .