يقول تعالى ذكره : ألم نجعل لهذا القائل ( أهلكت مالا لبدا ) عينين يبصر بهما حجج الله عليه ، ولسانا يعبر به عن نفسه ما أراد ، وشفتين ، نعمة منا بذلك عليه .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين ) نعم من الله متظاهرة ، يقررك بها كيما تشكره .
وقوله : ( وهديناه النجدين ) يقول تعالى ذكره : وهديناه الطريقين ، ونجد : طريق في ارتفاع .
واختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : عني بذلك : نجد الخير ، ونجد الشر ، كما قال : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عن وكيع ، سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ( وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، مثله .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عن وكيع ، سفيان ، عن ابن منذر ، عن أبيه ، عن الربيع بن خثيم ، قال : ليسا بالثديين .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ; وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عمران ، جميعا عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ( وهديناه النجدين ) قال : نجد الخير ، ونجد الشر .
حدثنا قال : ثنا ابن المثنى ، هشام بن عبد الملك ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرني عاصم ، قال : سمعت أبا وائل يقول : كان عبد الله يقول في : ( وهديناه النجدين ) [ ص: 438 ] قال : نجد الخير ، ونجد الشر .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( وهديناه النجدين ) يقول : الهدى والضلالة .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( وهديناه النجدين ) يقول : سبيل الخير والشر .
حدثنا قال : ثنا هناد بن السري ، أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن أبي بردة ، قال : مر بنا الربيع بن خثيم ، فسألناه عن هذه الآية : ( وهديناه النجدين ) فقال : أما إنهما ليسا بالثديين .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عن وكيع ، سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : الخير والشر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : سبيل الخير والشر .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( وهديناه النجدين ) نجد الخير ، ونجد الشر .
حدثنا عمران بن موسى ، قال : ثنا عبد الوارث ، قال : ثنا يونس ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما نجدان : نجد خير ، ونجد شر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : ثنا قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عطية أبو وهب ، قال : سمعت الحسن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إنما هما نجدان : نجد الخير ، ونجد الشر ، فما يجعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا قال : ثنا ابن المثنى ، هشام بن عبد الملك ، قال : ثنا شعبة ، عن حبيب ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه . [ ص: 439 ]
حدثني يعقوب ، قال : ثنا عن ابن علية ، أبي رجاء ، قال : سمعت الحسن يقول ( وهديناه النجدين ) قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " يا أيها الناس إنما هما النجدان : نجد الخير ، ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وهديناه النجدين ) : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " أيها الناس إنما هما النجدان : نجد الخير ، ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما هما نجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : ( وهديناه النجدين ) قاطع طريق الخير والشر . وقرأ قول الله : ( إنا هديناه السبيل ) .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وهديناه الثديين : سبيلي اللبن الذي يتغذى به ، وينبت عليه لحمه وجسمه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا قال : ثنا وكيع ، عيسى بن عقال ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( وهديناه النجدين ) قال : هما الثديان .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن المبارك بن مجاهد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : الثديان .
وأولى القولين بالصواب في ذلك عندنا : قول من قال : عني بذلك طريق الخير والشر ، وذلك أنه لا قول في ذلك نعلمه غير القولين اللذين ذكرنا ، والثديان وإن كانا سبيلي اللبن ، فإن الله تعالى ذكره إذ عدد على العبد نعمه بقوله : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل ) إنما عدد عليه هدايته إياه إلى سبيل الخير من نعمه ، فكذلك قوله : ( وهديناه النجدين ) .
وقوله : ( فلا اقتحم العقبة ) يقول تعالى ذكره : فلم يركب العقبة فيقطعها ويجوزها .
وذكر أن العقبة : جبل في جهنم . [ ص: 440 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا قال : ثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا يحيى بن كثير ، شعبة ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قول الله : ( فلا اقتحم العقبة ) قال : عقبة في جهنم .
حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد ، قال : ثنا عبد الله بن إدريس ، عن أبيه ، عن عطية ، عن ابن عمر ، في قوله : ( فلا اقتحم العقبة ) جبل من جهنم .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا عن ابن علية ، أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : ( فلا اقتحم العقبة ) قال : جهنم .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( فلا اقتحم العقبة ) إنها قحمة شديدة ، فاقتحموها بطاعة الله .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( فلا اقتحم العقبة ) قال : للنار عقبة دون الجسر .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا قال : ثنا أبي ، قال : سمعت وهب بن جرير ، يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن شعيب بن زرعة ، عن حنش ، عن كعب ، أنه قال : ( فلا اقتحم العقبة ) قال : هو سبعون درجة في جهنم .
وأفرد قوله : ( فلا اقتحم العقبة ) بذكر " لا " مرة واحدة ، والعرب لا تكاد تفردها في كلام في مثل هذا الموضع ، حتى يكررها مع كلام آخر ، كما قال : ( فلا صدق ولا صلى ) ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وإنما فعل ذلك كذلك في هذا الموضع ، استغناء بدلالة آخر الكلام على معناه ، من إعادتها مرة أخرى ، وذلك قوله إذ فسر اقتحام العقبة ، فقال : ( فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا ) ، ففسر ذلك بأشياء ثلاثة ، فكان كأنه في أول الكلام ، قال : فلا فعل ذا ولا ذا ولا ذا . وتأول ذلك ابن زيد ، بمعنى : أفلا ومن تأوله كذلك لم يكن به حاجة إلى أن يزعم أن في الكلام متروكا . ذكر الخبر بذلك عن ابن زيد :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، وقرأ قول الله : ( فلا اقتحم العقبة ) قال : أفلا سلك الطريق التي منها النجاة والخير ، ثم قال : ( وما أدراك ما العقبة ) . [ ص: 441 ]
وقوله : ( وما أدراك ما العقبة ) يقول تعالى ذكره : وأي شيء أشعرك يا محمد ما العقبة .
ثم بين جل ثناؤه له ، ما العقبة ، وما النجاة منها ، وما وجه اقتحامها ؟ فقال : اقتحامها وقطعها فك رقبة من الرق ، وأسر العبودة .
كما حدثني يعقوب ، قال : ثنا عن ابن علية ، أبي رجاء ، عن الحسن ( وما أدراك ما العقبة فك رقبة ) قال : ذكر لنا أنه ليس مسلم يعتق رقبة مسلمة ؛ إلا كانت فداءه من النار .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وما أدراك ما العقبة فك رقبة ) ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ؟ قال : " أكثرها ثمنا الرقاب أيها أعظم أجرا " .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ثنا ، عن سالم بن أبي الجعد معدان بن أبي طلحة ، عن أبي نجيح ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أيما مسلم أعتق رجلا مسلما ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه ، عظما من عظام محرره من النار ; وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها ، عظما من عظام محررها من النار " .
قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن قيس الجذامي ، عن عقبة بن عامر الجهني ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أعتق رقبة مؤمنة ، فهي فداؤه من النار " .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وما أدراك ما العقبة ) ثم أخبر عن اقتحامها فقال : ( فك رقبة أو إطعام ) .
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأه بعض قراء مكة وعامة قراء البصرة ، عن ابن أبي إسحاق ، ومن الكوفيين : الكسائي ( فك رقبة أو أطعم ) وكان أبو عمرو بن العلاء يحتج فيما بلغني فيه بقوله : ( ثم كان من الذين آمنوا ) كأن معناه : كان عنده ، فلا فك رقبة ولا أطعم ، ثم كان من الذين آمنوا . وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والكوفة والشام ( فك رقبة ) على الإضافة ( أو إطعام ) على وجه المصدر .
والصواب من القول في ذلك : أنهما قراءتان معروفتان ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء ، وتأويل مفهوم ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب . فقراءته إذا قرئ [ ص: 442 ] على وجه الفعل تأويله : فلا اقتحم العقبة ، لا فك رقبة ، ولا أطعم ، ثم كان من الذين آمنوا ، ( وما أدراك ما العقبة ) على التعجب والتعظيم وهذه القراءة أحسن مخرجا في العربية ؛ لأن الإطعام اسم ، وقوله : ( ثم كان من الذين آمنوا ) فعل ، والعرب تؤثر رد الأسماء على الأسماء مثلها ، والأفعال على الأفعال ، ولو كان مجيء التنزيل ثم إن كان من الذين آمنوا ، كان أحسن ، وأشبه بالإطعام والفك من ثم كان ، ولذلك قلت : ( فك رقبة أو أطعم ) أوجه في العربية من الآخر ، وإن كان للآخر وجه معروف ، ووجهه أن تضمر " أن " ثم تلقى ، كما قال طرفة بن العبد :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
بمعنى : ألا أيهذا الزاجري أن أحضر الوغى . وفي قوله : " أن أشهد " الدلالة البينة على أنها معطوفة على أن أخرى مثلها ، قد تقدمت قبلها ، فذلك وجه جوازه . وإذا وجه الكلام إلى هذا الوجه كان قوله : ( فك رقبة أو إطعام ) تفسيرا لقوله : ( وما أدراك ما العقبة ) كأنه قيل : وما أدراك ما العقبة ؟ هي فك رقبة ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) كما قال جل ثناؤه : ( وما أدراك ما هيه ) ، ثم قال : ( نار حامية ) مفسرا لقوله : ( فأمه هاوية ) ، ثم قال : وما أدراك ما الهاوية ؟ هي نار حامية .
وقوله : ( أو أطعم في يوم ذي مسغبة )
يقول : أو أطعم في يوم ذي مجاعة ، والساغب : الجائع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( أو أطعم في يوم ذي مسغبة ) يوم مجاعة .
حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثني خالد بن حيان الرقي أبو يزيد ، عن جعفر بن برقان ، عن عكرمة في قول الله ( أو أطعم في يوم ذي مسغبة ) قال : ذي مجاعة . [ ص: 443 ]
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( في يوم ذي مسغبة ) قال : الجوع .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( أو أطعم في يوم ذي مسغبة ) يقول : يوم يشتهى فيه الطعام .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عن وكيع ، سفيان ، عن عثمان الثقفي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ( في يوم ذي مسغبة ) قال : مجاعة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عثمان بن المغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : في قوله : ( في يوم ذي مسغبة ) قال : مجاعة .
وقوله : ( يتيما ذا مقربة ) يقول : أو أطعم في يوم مجاعة صغيرا لا أب له من قرابته ، وهو اليتيم ذو المقربة ; وعني بذي المقربة : ذا القرابة .
كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ( يتيما ذا مقربة ) قال : ذا قرابة .
وقوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( ذا متربة ) فقال بعضهم : عني بذلك : ذو اللصوق بالتراب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا قال : ثنا ابن المثنى ، ابن أبي عدي ، عن شعبة ، قال : أخبرني المغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : الذي ليس له مأوى إلا التراب .
حدثنا مطرف بن محمد الضبي ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا شعبة ، عن المغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله .
حدثنا قال : ثنا ابن المثنى ، ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قول الله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : الذي لا يواريه إلا التراب .
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن شعبة ، عن المغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ( ذا متربة ) قال : الذي ليس له مأوى إلا التراب . [ ص: 444 ]
حدثنا ابن حميد ، قال : ثني جرير ، عن مغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ( مسكينا ذا متربة ) قال : الذي ليس له مأوى إلا التراب .
قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : ; المطروح في التراب . المسكين
حدثني أبو حصين قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن يونس ، قال : ثنا عبثر ، عن حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : الذي لا يقيه من التراب شيء .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : ثنا حصين والمغيرة كلاهما ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه قال في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : التراب الملقى على الطريق على الكناسة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا طلق بن غنام ، عن زائدة ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو المسكين الملقى بالطريق بالتراب .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الحصين ، عن مجاهد ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : المطروح في الأرض ؛ الذي لا يقيه شيء دون التراب .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عن وكيع ، سفيان ، عن حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو الملزق بالأرض ، لا يقيه شيء من التراب .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن حصين وعثمان بن المغيرة ، عن مجاهد عن ابن عباس ( أو مسكينا ذا متربة ) قال الذي ليس له شيء يقيه من التراب .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( ذا متربة ) قال : ساقط في التراب .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عن وكيع ، جعفر بن برقان ، قال : سمع عكرمة [ ص: 445 ] ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : الملتزق بالأرض من الحاجة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن عكرمة ، في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : التراب اللاصق بالأرض .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عثمان بن المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : الملقى في الطريق الذي ليس له بيت إلا التراب .
وقال آخرون : بل هو المحتاج ، كان لاصقا بالتراب ، أو غير لاصق ; وقالوا : إنما هو من قولهم : ترب الرجل : إذا افتقر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) يقول : شديد الحاجة .
حدثنا قال : ثنا هناد بن السري ، أبو الأحوص ، عن حصين ، عن عكرمة ، في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو المحارف الذي لا مال له .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : ذا حاجة ، الترب : المحتاج .
وقال آخرون : بل هو ذو العيال الكثير الذين قد لصقوا بالتراب من الضر وشدة الحاجة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( أو مسكينا ذا متربة ) يقول : مسكين ذو بنين وعيال ، ليس بينك وبينه قرابة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : ذا عيال .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) كنا نحدث أن الترب هو ذو العيال الذي لا شيء له .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) ذا عيال لاصقين بالأرض من المسكنة والجهد . [ ص: 446 ]
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة قول من قال : عني به : أو مسكينا قد لصق بالتراب من الفقر والحاجة ; لأن ذلك هو الظاهر من معانيه . وأن قوله : ( متربة ) إنما هي " مفعلة " من ترب الرجل : إذا أصابه التراب .