القول في ما زاغ البصر وما طغى ( 17 ) تأويل قوله تعالى : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ( 18 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ما مال بصر محمد يعدل يمينا وشمالا عما رأى ، أي ولا جاوز ما أمر به قطعا ، يقول : فارتفع عن الحد الذي حد له .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 521 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو أحمد الزبيري قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مسلم البطين ، عن ابن عباس ، فى قوله ( ما زاغ البصر وما طغى ) قال : ما زاغ يمينا ولا شمالا ولا طغى ، ولا جاوز ما أمر به .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن موسى بن عبيدة ، عن ( محمد بن كعب القرظي ما زاغ البصر وما طغى ) قال : رأى جبرائيل في صورة الملك .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مسلم البطين ، عن ابن عباس ( ما زاغ البصر وما طغى ) قال : ما زاغ : ذهب يمينا ولا شمالا ولا طغى : ما جاوز .
وقوله ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) يقول - تعالى ذكره - : لقد رأى محمد هنالك من أعلام ربه وأدلته الأعلام والأدلة الكبرى .
واختلف أهل التأويل في تلك الآيات الكبرى ، فقال بعضهم : رأى رفرفا أخضر قد سد الأفق .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : ثنا أبو معاوية قال : ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) قال : رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق .
حدثني أبو السائب قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : قال عبد الله ، فذكر مثله .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ( من آيات ربه الكبرى ) قال : رفرفا أخضر قد سد الأفق .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن [ ص: 522 ] الأعمش أن ابن مسعود قال : . رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق
وقال آخرون : رأى جبريل في صورته .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) قال : جبريل : رآه في خلقه الذي يكون به في السموات ، قدر قوسين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيما بينه وبينه .