[ ص: 564 ] [ ص: 565 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى : ( حم ( 1 ) والكتاب المبين ( 2 ) إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( 3 ) )
قد بينا فيما مضى قوله ( حم ) بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقوله : ( والكتاب المبين ) قسم من الله تعالى أقسم بهذا الكتاب الذي أنزله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( والكتاب المبين ) لمن تدبره وفكر في عبره وعظاته هداه ورشده وأدلته على حقيته ، وأنه تنزيل من حكيم حميد ، لا اختلاق من محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا افتراء من أحد ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) يقول : إنا أنزلناه قرآنا عربيا بلسان العرب ، إذا كنتم أيها المنذرون به من رهط محمد - صلى الله عليه وسلم - عربا ( لعلكم تعقلون ) يقول : معانيه وما فيه من مواعظ ، ولم ينزله بلسان العجم ، فيجعله أعجميا ، فتقولوا نحن : نحن عرب ، وهذا كلام أعجمي لا نفقه معانيه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي حم والكتاب المبين ) هو هذا الكتاب المبين .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( حم والكتاب المبين ) مبين والله بركته ، وهداه ورشده .