[ ص: 462 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ( 29 ) )
يقول - تعالى ذكره - : وقال الذين كفروا بالله ورسوله يوم القيامة بعد ما أدخلوا جهنم : يا ربنا أرنا اللذين أضلانا من خلقك من جنهم وإنسهم . وقيل : إن الذي هو من الجن إبليس ، والذي هو من الإنس ابن آدم الذي قتل أخاه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن ثابت الحداد ، عن حبة العرني عن رضي الله عنه في قوله : ( علي بن أبي طالب أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) قال : إبليس الأبالسة وابن آدم الذي قتل أخاه .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن سلمة ، عن مالك بن حصين ، عن أبيه عن علي رضي الله عنه في قوله : ( ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) قال : إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه .
حدثنا قال : ثني ابن المثنى قال : ثنا وهب بن جرير شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي مالك وابن مالك ، عن أبيه ، عن علي رضي الله عنه ( ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) قال : ابن آدم الذي قتل أخاه ، وإبليس الأبالسة .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن ، عن [ ص: 463 ] السدي رضي الله عنه ، في قوله : ( علي بن أبي طالب ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) . . . الآية ، فإنهما ابن آدم القاتل ، وإبليس الأبالسة . فأما ابن آدم فيدعو به كل صاحب كبيرة دخل النار من أجل الدعوة . وأما إبليس فيدعو به كل صاحب شرك ، يدعوانهما في النار .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور قال : ثنا معمر ، عن قتادة ( ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) هو الشيطان ، وابن آدم الذي قتل أخاه .
وقوله ( نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ) يقول : نجعل هذين اللذين أضلانا تحت أقدامنا ، لأن أبواب جهنم بعضها أسفل من بعض ، وكل ما سفل منها فهو أشد على أهله ، وعذاب أهله أغلظ ، ولذلك سأل هؤلاء الكفار ربهم أن يريهم اللذين أضلاهم ليجعلوهما أسفل منهم ليكونا في أشد العذاب في الدرك الأسفل من النار .