القول في تأويل قوله تعالى : ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا ( 29 ) ) [ ص: 378 ]
يقول - تعالى ذكره - مخبرا عن قيل المؤمن من آل فرعون لفرعون وملئه : ( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض ) يعني : أرض مصر ، يقول : لكم السلطان اليوم والملك ظاهرين أنتم على بني إسرائيل في أرض مصر ( فمن ينصرنا من بأس الله ) يقول : فمن يدفع عنا بأس الله وسطوته إن حل بنا ، وعقوبته إن جاءتنا ، قال فرعون ( ما أريكم إلا ما أرى ) يقول : قال فرعون مجيبا لهذا المؤمن الناهي عن قتل موسى : ما رأيكم أيها الناس من الرأي والنصيحة إلا ما أرى لنفسي ولكم صلاحا وصوابا ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد . يقول : وما أدعوكم إلا إلى طريق الحق والصواب في أمر موسى وقتله ، فإنكم إن لم تقتلوه بدل دينكم ، وأظهر في أرضكم الفساد .