[ ص: 176 ] ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ( 12 ) ) القول في تأويل قوله تعالى : (
يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : لو ترى يا محمد هؤلاء القائلين : ( أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد ) إذ هم ناكسوا رءوسهم عند ربهم حياء من ربهم . للذي سلف منهم من معاصيه في الدنيا ، يقولون : يا ( ربنا أبصرنا ) ما كنا نكذب به من عقابك أهل معاصيك ( وسمعنا ) منك تصديق ما كانت رسلك تأمرنا به في الدنيا ( فارجعنا ) يقول : فارددنا إلى الدنيا نعمل فيها بطاعتك ، وذلك العمل الصالح ( إنا موقنون ) يقول : إنا قد أيقنا الآن ما كنا به في الدنيا جهالا من وحدانيتك وأنه لا يصلح أن يعبد سواك ، ولا ينبغي أن يكون رب سواك ، وأنك تحيي وتميت ، وتبعث من في القبور بعد الممات والفناء وتفعل ما تشاء .
وبنحو ما قلنا في قوله : ( ناكسو رءوسهم ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد قوله : ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ) قال : قد حزنوا واستحيوا .