يقول تعالى ذكره : ( ألم تر ) يا محمد ( أن الله أنزل من السماء ماء ) يعني مطرا ( فتصبح الأرض مخضرة ) بما ينبت فيها من النبات ( إن الله لطيف ) باستخراج النبات من الأرض بذلك الماء وغير ذلك من ابتداع ما شاء أن يبتدعه ( خبير ) بما يحدث عن ذلك النبت من الحب ، وبه قال : ( فتصبح الأرض ) فرفع ، وقد تقدمه قوله : ( ألم تر ) وإنما قيل ذلك كذلك لأن معنى الكلام الخبر ، كأنه قيل : اعلم يا محمد أن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض; [ ص: 677 ] ونظير ذلك قول الشاعر :
ألم تسأل الربع القديم فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق
لأن معناه : قد سألته فنطق .