القول في تأويل قوله تعالى : ( والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد للذين استجابوا لربهم الحسنى ( 18 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : أما الذين استجابوا لله فآمنوا به حين دعاهم إلى الإيمان به ، وأطاعوه فاتبعوا رسوله وصدقوه فيما جاءهم به من عند الله ، فإن لهم الحسنى ، وهي الجنة ، كذلك : -
20326 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( للذين استجابوا لربهم الحسنى ) وهي الجنة .
وقوله : ( والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به ) ، يقول تعالى ذكره : وأما الذين لم يستجيبوا لله حين دعاهم إلى توحيده والإقرار بربوبيته ، ولم يطيعوه فيما أمرهم به ، ولم يتبعوا رسوله فيصدقوه فيما جاءهم به من عند ربهم ، فلو أن لهم ما في الأرض جميعا من شيء ومثله معه ملكا لهم ، ثم قبل مثل ذلك منهم ، وقبل منهم بدلا من العذاب الذي أعده الله لهم في نار جهنم وعوضا ، لافتدوا به أنفسهم منه ، يقول الله : ( أولئك لهم سوء الحساب ) ، [ ص: 417 ] يقول : هؤلاء الذين لم يستجيبوا لله لهم سوء الحساب . يقول : لهم عند الله أن يأخذهم بذنوبهم كلها ، فلا يغفر لهم منها شيئا ، ولكن يعذبهم على جميعها . كما : -
20327 - حدثنا الحسن بن عرفة قال : حدثنا يونس بن محمد قال : حدثنا عون ، عن فرقد السبخي قال : قال لنا : ( سوء الحساب ) أن لا يتجاوز لهم عن شيء . شهر بن حوشب
20328 - حدثني يعقوب قال : حدثنا قال : حدثني ابن علية الحجاج بن أبي عثمان قال : حدثني فرقد السبخي قال : قال : يا فرقد أتدري ما "سوء الحساب "؟ قلت : لا! قال : هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء . إبراهيم النخعي
وقوله : ( ومأواهم جهنم ) يقول : ومسكنهم الذي يسكنونه يوم القيامة جهنم ( ( وبئس المهاد ) ) ، يقول : وبئس الفراش والوطاء جهنم التي هي مأواهم يوم القيامة .