قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : قال فرعون وملؤه لموسى : ( أجئتنا لتلفتنا ) ، يقول : لتصرفنا وتلوينا ( عما وجدنا عليه آباءنا ) من قبل مجيئك ، من الدين .
يقال منه : " لفت فلان [ عنق فلان " إذا لواها ، كما قال رؤبة ] :
لفتا وتهزيعا سواء اللفت
" التهزيع " : الدق ، و " اللفت " اللي ، كما :
17765 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة : ( لتلفتنا ) ، قال : لتلوينا عما وجدنا عليه آباءنا .
وقوله : ( وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) ، يعني العظمة ، وهي " الفعلياء " من " الكبر " . ومنه قول ابن الرقاع : [ ص: 158 ]
سؤددا غير فاحش لا يدا نيه تجبارة ولا كبرياء
17766 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابن نمير عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) ، قال : الملك .
17767 - . . . . قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد : ( وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) ، قال : السلطان في الأرض .
17768 - . . . . قال : حدثنا عن محمد بن بكر قال : بلغني ، عن ابن جريج مجاهد قال : الملك في الأرض .
17769 - . . . . قال : حدثنا المحاربي عن جويبر عن الضحاك : ( وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) ، قال : الطاعة .
17770 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) قال : الملك .
17771 - . . . . قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله .
17772 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن عن ابن جريج مجاهد مثله . [ ص: 159 ]
17773 - حدثني الحارث قال : حدثنا عبد العزيز قال : حدثنا سفيان عن الأعمش عن مجاهد قال : السلطان في الأرض .
قال أبو جعفر : وهذه الأقوال كلها متقاربات المعاني ، وذلك أن الملك سلطان ، والطاعة ملك ، غير أن معنى " الكبرياء " هو ما ثبت في كلام العرب ، ثم يكون ذلك عظمة بملك وسلطان وغير ذلك .
وقوله : ( وما نحن لكما بمؤمنين ) ، يقول : " وما نحن لكما " يا موسى وهارون " بمؤمنين " يعني بمقرين بأنكما رسولان أرسلتما إلينا .