يوم الدين ) . القول في تأويل قوله جل ثناؤه : (
قال أبو جعفر : والدين في هذا الموضع ، بتأويل الحساب والمجازاة بالأعمال ، كما قال كعب بن جعيل :
إذا ما رمونا رميناهم ودناهم مثل ما يقرضونا
وكما قال الآخر :
واعلم وأيقن أن ملكك زائل واعلم بأنك ما تدين تدان
يعني : ما تجزي تجازى .
ومن ذلك قول الله جل ثناؤه ( كلا بل تكذبون بالدين ) - يعني : بالجزاء - ( وإن عليكم لحافظين ) سورة الانفطار : [ 9 ، 10 ] يحصون ما تعملون من الأعمال ، وقوله تعالى ( فلولا إن كنتم غير مدينين ) [ سورة الواقعة : 86 ] ، يعني غير مجزيين بأعمالكم ولا محاسبين .
وللدين معان في كلام العرب ، غير معنى الحساب والجزاء ، سنذكرها في أماكنها إن شاء الله . [ ص: 156 ]
وبما قلنا في تأويل قوله ( يوم الدين ) جاءت الآثار عن السلف من المفسرين ، مع تصحيح الشواهد تأويلهم الذي تأولوه في ذلك .
167 - حدثنا قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا بشر بن عمارة ، قال : حدثنا أبو روق ، عن الضحاك ، عن : ( يوم الدين ) ، قال : يوم حساب الخلائق ، وهو يوم القيامة ، يدينهم بأعمالهم ، إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا ، إلا من عفا عنه ، فالأمر أمره . ثم قال : ( عبد الله بن عباس ألا له الخلق والأمر ) سورة الأعراف : 54 .
168 - وحدثني موسى بن هارون الهمداني ، قال : حدثنا عمرو بن حماد القناد ، قال : حدثنا أسباط بن نصر الهمداني ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس - وعن عن مرة الهمداني ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ( " ملك يوم الدين " ) ، هو يوم الحساب .
169 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا [ ص: 157 ] [ ص: 158 ] [ ص: 159 ] [ ص: 160 ] معمر ، عن قتادة في قوله : ( مالك يوم الدين ) قال : يوم يدين الله العباد بأعمالهم .
170 - وحدثنا القاسم بن الحسن ، قال : حدثنا الحسين بن داود ، قال : حدثني حجاج ، عن ( ابن جريج ، مالك يوم الدين ) قال : يوم يدان الناس بالحساب .