القول في يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ( 23 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله : لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم بطانة وأصدقاء تفشون إليهم أسراركم ، وتطلعونهم على عورة الإسلام وأهله ، وتؤثرون المكث بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام ( إن استحبوا الكفر على الإيمان ) ، يقول : إن اختاروا الكفر بالله ، على التصديق به والإقرار [ ص: 176 ] بتوحيده ( ومن يتولهم منكم ) ، يقول : ومن يتخذهم منكم بطانة من دون المؤمنين ، ويؤثر المقام معهم على الهجرة إلى رسول الله ودار الإسلام ( فأولئك هم الظالمون ) ، يقول : فالذين يفعلون ذلك منكم ، هم الذين خالفوا أمر الله ، فوضعوا الولاية في غير موضعها ، وعصوا الله في أمره .
وقيل : إن ذلك نزل نهيا من الله المؤمنين عن موالاة أقربائهم الذين لم يهاجروا من أرض الشرك إلى دار الإسلام .
ذكر من قال ذلك :
16568 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) ، قال : أمروا بالهجرة ، فقال : أنا أسقي الحاج! وقال العباس بن عبد المطلب طلحة أخو بني عبد الدار : أنا صاحب الكعبة ، فلا نهاجر! فأنزلت : ( لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ) ، إلى قوله : ( يأتي الله بأمره ) ، بالفتح ، في أمره إياهم بالهجرة . هذا كله قبل فتح مكة . [ ص: 177 ]