قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : هذا العقاب الذي عجلته لكم ، أيها الكافرون المشاقون لله ورسوله ، في الدنيا ، من الضرب فوق الأعناق منكم ، وضرب [ ص: 434 ] كل بنان ، بأيدي أوليائي المؤمنين ، فذوقوه عاجلا واعلموا أن لكم في الآجل والمعاد عذاب النار .
ولفتح " أن " من قوله : ( وأن للكافرين ) ، من الإعراب وجهان :
أحدهما الرفع ، والآخر : النصب .
فأما الرفع ، فبمعنى : ذلكم فذوقوه ، ذلكم وأن للكافرين عذاب النار بنية تكرير " ذلكم " ، كأنه قيل : ذلكم الأمر ، وهذا .
وأما النصب : فمن وجهين : أحدهما : ذلكم فذوقوه ، واعلموا ، أو : وأيقنوا أن للكافرين فيكون نصبه بنية فعل مضمر ، قال الشاعر :
ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا
والآخر : بمعنى : ذلكم فذوقوه ، وبأن للكافرين عذاب النار ثم حذفت " الباء " ، فنصبت . [ ص: 435 ]