قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( فوسوس لهما ) ، فوسوس إليهما ، وتلك " الوسوسة " كانت قوله لهما : ( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) ، وإقسامه لهما على ذلك .
وقيل : " وسوس لهما " ، والمعنى ما ذكرت ، كما قيل : " غرضت إليه " ، بمعنى : اشتقت إليه ، وإنما تعني : غرضت من هؤلاء إليه . فكذلك معنى ذلك . [ ص: 347 ]
فوسوس من نفسه إليهما الشيطان بالكذب من القيل ، ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ، كما قال رؤبة :
وسوس يدعو مخلصا رب الفلق
ومعنى الكلام : فجذب إبليس إلى آدم حواء ، وألقى إليهما : ما نهاكما ربكما عن أكل ثمر هذه الشجرة ، إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ليبدي لهما ما واراه الله عنهما من عوراتهما فغطاه بستره الذي ستره عليهما .
وكان يقول في الستر الذي كان الله سترهما به ، ما : - وهب بن منبه
14393 - حدثني به حوثرة بن محمد المنقري قال ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن ابن منبه ، في قوله : ( فبدت لهما سوآتهما ) ، قال : كان عليهما نور ، لا ترى سوآتهما .