القول في ولا الشهر الحرام ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : "ولا الشهر الحرام" ، ولا تستحلوا الشهر الحرام بقتالكم فيه أعداءكم من المشركين وهو كقوله : ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ) [ سورة البقرة : 217 ] .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال ابن عباس وغيره .
ذكر من قال ذلك :
10945 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : "ولا الشهر الحرام" ، يعني : لا تستحلوا قتالا فيه .
10946 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة قال : كان المشرك يومئذ لا يصد عن البيت ، فأمروا أن لا يقاتلوا في الشهر الحرام ولا عند البيت .
[ ص: 466 ]
وأما"الشهر الحرام" الذي عناه الله بقوله : "ولا الشهر الحرام" ، فرجب مضر ، وهو شهر كانت مضر تحرم فيه القتال .
وقد قيل : هو في هذا الموضع"ذو القعدة" .
ذكر من قال ذلك :
10947 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا حجاج ، عن ، عن ابن جريج عكرمة قال : هو ذو القعدة .
وقد بينا الدلالة على صحة ما قلنا في ذلك فيما مضى ، وذلك في تأويل قوله : " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه " .