القول في فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا )
قال تأويل قوله : ( أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : " فأما الذين آمنوا " فأما الذين صدقوا الله ورسوله . وقوله : " فيعلمون أنه الحق من ربهم " يعني : فيعرفون أن المثل الذي ضربه الله ، لما ضربه له - مثل .
564 - كما حدثني به المثنى ، قال : حدثنا إسحاق بن الحجاج ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس : " فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم " [ ص: 407 ] ، أن هذا المثل الحق من ربهم ، وأنه كلام الله ومن عنده .
565 - وكما حدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا ، عن يزيد بن زريع سعيد ، عن قتادة ، قوله " فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم " أي يعلمون أنه كلام الرحمن ، وأنه الحق من الله .
" وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا "
قال أبو جعفر : وقوله " وأما الذين كفروا " يعني الذين جحدوا آيات الله ، وأنكروا ما عرفوا ، وستروا ما علموا أنه حق ، وذلك صفة المنافقين ، وإياهم عنى الله جل وعز - ومن كان من نظرائهم وشركائهم من المشركين من أهل الكتاب وغيرهم - بهذه الآية ، فيقولون : ماذا أراد الله بهذا مثلا كما قد ذكرنا قبل من الخبر الذي رويناه عن مجاهد الذي :
566 - حدثنا به محمد عن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم " الآية ، قال : يؤمن بها المؤمنون ، ويعلمون أنها الحق من ربهم ، ويهديهم الله بها ، ويضل بها الفاسقون . يقول : يعرفه المؤمنون فيؤمنون به ، ويعرفه الفاسقون فيكفرون به .
وتأويل قوله : " ماذا أراد الله بهذا مثلا " ما الذي أراد الله بهذا المثل مثلا . " فذا " الذي مع " ما " في معنى " الذي " وأراد صلته ، وهذا إشارة إلى المثل .