المسألة الخامسة : إذا ثبتت هذه المراتب ، وبينت الخطط فإن السابق إلى كل خير ، والمتقدم إلى الطاعة أفضل من المصلي فيها والتالي بها .
قال الله تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق [ ص: 573 ] من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى } .
ولكن من سبق أكرم عند الله مرتبة ، وأوفى أجرا ، ولو لم يكن للسابق من الفضل إلا اقتداء التالي به ، واهتداؤه بهديه ، فيكون له ثواب عمله في نفسه ، ومثل ثواب من اتبعه مقتديا به ; قال النبي صلى الله عليه وسلم : { } . من سن سنة حسنة في الإسلام كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا
ولذلك قلنا : إن أفضل من تأخيرها عنه ، ولا خلاف في المذهب فيه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الصلاة في أول الوقت } ; وقد بيناه في غير موضع . أفضل الأعمال الصلاة لأول وقتها