الآية الرابعة والعشرون :
قوله تعالى : { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم } . [ ص: 442 ]
روي { لحارثة : يا حارثة ، كيف أصبحت ؟ قال : مؤمنا حقا . قال : لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا ; فاستوى عندي حجرها وذهبها ، وكأني ناظر إلى عرش ربي . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : عرفت فالزم } أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
. وفي الحديث الصحيح : { حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يعود في النار حقيقة الإيمان } . لا يدرك أحدكم
وقد تقدم قوله : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } إلى قوله : كريم .
وإذا كان الإيمان في القلب حقا ظهر ذلك في استقامة الأعمال بامتثال الأمر .
واجتناب النهي ، وإذا كان مجازا قصرت الجوارح في الأعمال ; إذ لم تبلغ قوته إليها .