الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        7038 - حدثنا الحسين بن الحكم الجيزي ، قال : ثنا عاصم بن علي ، ( ح ) .

                                                        7039 وحدثنا سليمان بن شعيب ، قال : ثنا عبد الرحمن بن زياد قالا : ثنا شعبة بن الحجاج ، عن قيس بن مسلم قال : سمعت طارق بن شهاب ، قال : كنا نتحدث إلى أبي موسى الأشعري .

                                                        فقال لنا ذات يوم : لا عليكم أن تخفوا عني ، فإن هذا الطاعون قد وقع في أهلي ، فمن شاء منكم أن يتنزه فليتنزه ، واحذروا اثنتين ، أن يقول قائل : خرج خارج فسلم ، وجلس جالس فأصيب ، لو كنت خرجت لسلمت كما سلم آل فلان ، أو يقول قائل : لو كنت جلست لأصبت كما أصيب آل فلان ، وإني سأحدثكم ما ينبغي للناس في الطاعون ، إني كنت مع أبي عبيدة ، وإن الطاعون قد وقع بالشام ، وإن عمر كتب إليه : إذا أتاك كتابي هذا ، فإني أعزم عليك ، إن أتاك مصبحا ، لا تمسي حتى تركب ، وإن أتاك ممسيا ، لا تصبح حتى تركب إلي ، فقد عرضت لي إليك حاجة لا غنى لي عنك فيها .

                                                        فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال : إن أمير المؤمنين أراد أن يستبقي من ليس بباق .

                                                        فكتب إليه أبو عبيدة : إني في جند من المسلمين ، إني فررت من المناة والسير لن أرغب بنفسي عنهم ، وقد عرفنا حاجة أمير المؤمنين ، فحللني من عزمتك .

                                                        فلما جاء عمر الكتاب ، بكى ، فقيل له : توفي أبو عبيدة ؟ قال : لا ، وكان قد كتب إليه عمر : إن الأردن أرض عمقة ، وإن الجابية أرض نزهة ، فانهض بالمسلمين إلى الجابية .

                                                        فقال لي أبو عبيدة : انطلق فبوئ المسلمين منزلهم ، فقلت : لا أستطيع .

                                                        قال : فذهب ليركب ، وقال لي رجل من الناس ، قال : فأخذه أخذة ، فطعن فمات ، وانكشف الطاعون
                                                        .

                                                        قالوا : فهذا عمر رضي الله عنه قد أمر الناس أن يخرجوا من الطاعون ، ووافقه على ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وروى عبد الرحمن بن عوف ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ما يوافق ما ذهب إليه من ذلك .

                                                        وقد روي عن غير عبد الرحمن بن عوف ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في مثل هذا ، ما روى عبد الرحمن .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية