الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        6070 - حدثنا فهد بن سليمان ، وعلي بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا ابن أبي مريم ، قال : ثنا يحيى بن أيوب ، قال : حدثني محمد بن عجلان ، قال : حدثني القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن ضالة الغنم ؛ فقال : هي لك أو لأخيك أو للذئب .

                                                        وسئل عن ضالة الإبل ؛ فقال : ما لك ، وما لها ؟ معها سقاؤها ، وحذاؤها ، دعها حتى يجدها ربها
                                                        .

                                                        قالوا : ففي هذا الحديث أنه قد نهاه عن أخذ ضالة الإبل ، وأمره بتركها ، فذلك أيضا دليل على تحريم أخذ الضوال .

                                                        قيل لهم : ما في ذلك دليل على ما ذكرتموه ، ولكن في ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم إياه بترك ضالة الإبل ؛ لأن من شأنها طلب الماء حتى يقدر على ذلك ، وهو لا يخاف عليها الضياع لذلك لأنها قد ترد الماء ، وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها ، فتركها أفضل من أخذها ، وليس من أخذها ليحفظها على صاحبها بمأثوم بذلك .

                                                        وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن ضالة الغنم ؛ فقال : هي لك أو لأخيك أو للذئب .

                                                        أي : لك أن تأخذها لنفسك فتكون في يديك لأخيك أو تخليها فيأخذها الذئب فيأكلها أو يجدها ربها فيأخذها .

                                                        ففي ذلك إباحة لأخذها .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية