الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الانتباه لما قال الحاكم ولم يخرجاه

محمد بن محمود بن إبراهيم عطية

صفحة جزء
4995 265 - 3 \ 212 (4942) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا هلال المسعودي ، عن عدي بن ثابت ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: لقي عمر أسماء بنت عميس فقال: أنتم نعم القوم لولا أنكم سبقتم بالهجرة، فنحن أفضل منكم، [ ] كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل راجلكم، ويعلم جاهلكم، ففررنا بديننا. فقالت: لست براجعة حتى أدخل على [ ص: 278 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله، إني لقيت عمر فقال: كذا وكذا، فقال: بلى لكم هجرتان: هجرتكم إلى الحبشة وهجرتكم إلى المدينة. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

كذا قال، ووافقه الذهبي .

التالي السابق


قلت: أخرجاه من وجه آخر بأبسط منه: البخاري (4231) كتاب (المغازي) باب (غزوة خيبر) قال: حدثني محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم: أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، إما قال: بضع، وإما قال: في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة: سبقناكم بالهجرة، ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء : من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس ، قال عمر : الحبشية هذه، البحرية هذه، قالت أسماء : نعم، قال: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم، فغضبت وقالت: كلا والله. كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة، وذلك في الله وفي رسوله - صلى الله عليه وسلم - وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأسأله، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: يا نبي الله إن عمر قال: كذا وكذا، قال: فما قلت له؟ قالت: قلت له: كذا وكذا، قال: ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة [ ص: 279 ] يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم. قال أبو بردة : قالت أسماء : فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. وأخرجه مسلم (2503) كتاب (فضائل الصحابة) باب (من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضي الله عنهم) قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا: حدثنا أبو أسامة ، حدثني بريد، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهما: أحدهما أبو بردة ، والآخر أبو رهم، إما قال: بضعا. وإما قال: ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، قال: فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا هاهنا وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا، قال: فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، أو قال: أعطانا منها، وما قسم لأحد غاب، عن فتح خيبر منها شيئا، إلا لمن شهد معه إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم... ثم اقتص باقيه بمثل حديث البخاري .




الخدمات العلمية