إن الساعة آتية أكاد أخفيها [15]
آية مشكلة. قال وقد ذكرنا شيئا مما قيل فيها. وعن أبو جعفر: روايتان: إحداهما ما حدثناه سعيد بن جبير الحسن بن الفرج بغزة قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا محمد بن سهل الكوفي عن ورقاء وهو ابن إياس عن أنه قرأ (أكاد أخفيها) بفتح الهمزة قال: أظهرها وليس لهذه الرواية طريق غير هذا، وقد رواها سعيد بن جبير عن أبو عبيد عن الكسائي محمد بن سهل هذا. وأجود من هذا الإسناد ما رواه يحيى القطان عن عن الثوري عن عطاء بن السائب أنه قرأ (أكاد أخفيها) بضم الهمزة. قال سعيد بن جبير يقال خفى الشيء يخفيه إذا أظهره، وقد حكي أنه يقال: أخفاه إذا أظهره وليس بالمعروف. قال أبو جعفر: ورأيت أبو جعفر: علي بن سليمان لما أشكل عليه معنى أخفيها عدل إلى هذا القول، وقد قال معناه كمعنى أخفيها أي أظهرها. قال ليس المعنى على أظهرها ولا سيما وأخفيها قراءة شاذة. فكيف ترد القراءة الصحيحة الشائعة إلى الشاذة؟ ومعنى الضم أولى ويكون التقدير أن الساعة آتية أكاد آتي بها، ودل آتيه على آتي بها ثم قال جل وعز: "أخفيها" على الابتداء. وهذا معنى صحيح لأن الله جل وعز قد أخفى الساعة التي هي يوم القيامة: والساعة التي يموت فيها [ ص: 36 ] الإنسان ليكون الإنسان يعمل، والأمر عنده مبهم ولا يؤخر التوبة. وقيل: المعنى أكاد أخفيها أي أقارب ذلك لأنك إذا قلت: كاد زيد يقوم، يجوز أن يكون قام، وأن يكون لم يقم، ودل على أنه قد أخفاها بدلالة غير هذه على هذا الجواب، وقيل: إن المعنى أن الساعة آتية أبو جعفر: لتجزى كل نفس بما تسعى وقيل: المعنى أقم الصلاة لذكري لتجزى كل نفس بما تسعى .