وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين
وإن عليك لعنتي أي : إبعادي عن الرحمة . وتقييدها بالإضافة مع إطلاقها في قوله تعالى : وإن عليك اللعنة لما أن لعنة اللاعنين من الملائكة، والثقلين أيضا من جهته تعالى وأنهم يدعون عليه بلعنة الله تعالى وإبعاده من الرحمة . إلى يوم الدين أي : يوم الجزاء والعقوبة . وفيه إيذان بأن اللعنة مع كمال فظاعتها ليست جزاء لجنايته، بل هي أنموذج لما سيلقاه مستمرا إلى ذلك اليوم، لكن لا على أنها تنقطع يومئذ كما يوهمه ظاهر التوقيت بل على أنه سيلقى يومئذ من ألوان العذاب وأفانين العقاب ما ينسى عنده اللعنة، وتصير كالزائل ألا يرى إلى قوله تعالي : فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ، وقوله تعالى : ويلعن بعضكم بعضا .